لماذا وإلى أين ؟

شخصية “لوفي” تزيح “غيفارا” من زعامة الاحتجاجات.. فمن تكون؟

آشكاين/الطوبي محمد

بعد أن شغلت شخصية “تشي غيفارا” حيزا مهما في المخيال الجمعي للحركات الاحتجاجية والتحررية والمناهضة للظلم والاستعمار لسنوات، يبدو أن ما يعرف بـ”جيل زد”، سواء في المغرب أو في بقية دول العالم، أصبح لهم رمزهم الخاص، والذي هو بطل السلسلة الكرتونية “ONE PIECE” “لوفي”، حيث أصبحت أعلامه تغزو فضاءات الاحتجاج عبر العالم ومنصات التواصل التي تؤطرها، على شاكلة منصة “ديسكور” التي احتضنت “جيل زد” المغربي.

فمن نيبال إلى مدغشقر وصولا إلى المغرب، صار “لوفي” القائد الجديد لـ”الثوار الصغار” في زمن “التيك توك” والـ”ديسكورد”، بعدما تحول علم القراصنة الأسود الذي يحمل جمجمة تعتمر قبعة قش إلى شعار عالمي لموجة احتجاجات الشباب الغاضب من النخب، ومن الحكومات، ومن الواقع البئيس الذي يسكنه. لم يعد “تشي” يلهم الجموع، بل بطل كرتوني خرج من شاشة تلفاز إلى ساحات الشارع.

اللافت في الأمر أن هذا الرمز، الذي ولد في اليابان قبل نحو ثلاثة عقود، لم يعد مجرد إشارة إلى ثقافة “البوب”، بل صار يعكس وعيا جماعيا جديدا لدى جيل تربى على صور ”الأنيمي” أكثر من خطب السياسيين وشعارات “حركات التحرر” والقومية واليسار والصراع الطبقي.

يقول أحد النشطاء من حركة “جيل زد 212” المغربية: “لقد كبرنا ونحن نتابع مغامرات لوفي منذ 14 عاما، صرنا نحس أنه واحد منا، لأنه مثلنا يقاتل ضد الفساد”.

من إندونيسيا إلى نيبال، ومن جاكرتا إلى الرباط، يتحدث الشباب عن “لوفي” كما لو كان “رفيقهم المحرر الذي قاوم الاستعمار وتزعم اجتماعات منهاضي الإمبريالية والرأسمالية” في المظاهرة، لا بطلا خياليا.

أحد الطلبة الإندونيسيين قال لوسائل الإعلام، خلال الاحتجاجت التي هزت البلاد: “البلاد مستقلة منذ زمن، لكننا لم نعرف الحرية يوما، ولوفي يذكرنا بذلك”.

وفي المغرب، حيث خرجت حركة “جيل زد 212” من رحم الإنترنت إلى الشارع، صار علم “لوفي” يرفرف في المظاهرات المطالبة بالعدالة الاجتماعية والتعليم والصحة، وكأن القراصنة في البحر صاروا الآن على اليابسة يطاردون “كنز العدالة” بدل “وان بيس”.

“وان بيس”، الذي انطلق سنة 1997 كقصة بسيطة عن حلم شاب يريد أن يصبح ملك القراصنة، تحول إلى “مانيفستو احتجاجي” ضد الظلم، ورمزا لشباب يناضلون ضد حكومات ويطالبون بالصحة والتعليم واسقاط الفساد.

“لوفي” الذي يحارب القهر في جزيرته، صار رمزا لمقاومة الطغيان وللاحتجاج على الفساد في كل بقاع العالم.

جيل “لوفي” لا يقرأ “البيانات السياسية”، بل يشاهد حلقات الرسوم المتحركة، “الأنيمي” كما يفضل أن يعبر عنها، ليجد فيها كل ما يحتاجه ليقول للحكومات: “كفى… القراصنة الجدد قادمون”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x