2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أم ورضيعتها ينامون بين القبور بطنجة

يعيش مجموعة من الأطفال القاصرين، رفقة أم شابة ورضيعتها، أوضاعاً مأساوية داخل مقبرة سيدي بوعبيد بمدينة طنجة، حيث يفترشون الأرض ويتخذون من العراء مأوى لهم، في مشهد مؤلم يعكس حجم الهشاشة الاجتماعية التي تضرب فئات واسعة من ساكنة المدينة.
وحسب ما عاينته فعاليات مدنية محلية، فإن الأم الشابة تعيش مع أطفال قاصرين ورضيعة لا يتجاوز عمرها بضعة أشهر، في ظروف قاسية تفتقد لأبسط مقومات الحياة، إذ يبيتون في العراء بين القبور دون مأوى أو غذاء كافٍ، معرضين يومياً للبرد والمرض والاستغلال.

مصادر محلية أكدت أن بعض مروجي المخدرات يستغلون هؤلاء القاصرين في أعمال السرقة والنشل مقابل تزويدهم بجرعات من المخدرات، في سلوك خطير يُهدد حياتهم ومستقبلهم، ويحوّل براءتهم إلى أداة في يد مافيا الجريمة والانحراف.
فعاليات محلية عبرت عن استيائها العميق من تردي الأوضاع، محذّرة من تفاقم هذه الظاهرة التي باتت تُشكل خطراً إنسانياً واجتماعياً وأمنياً، خصوصاً بعد أن تحولت بعض جنبات المقبرة إلى مأوى مفتوح للمشردين ومدمني المخدرات.

وطالبت الفعاليات السلطات المحلية بالتدخل العاجل لإيواء هؤلاء القاصرين والرضيعة وأمهم، وتأمين الرعاية الصحية والاجتماعية اللازمة لهم، معتبرة أن استمرار معاناتهم بهذه الصورة “وصمة عار في جبين مدينة تُعدّ من أكبر الحواضر المغربية”.
ودعت الفعاليات جمعيات المجتمع المدني بطنجة إلى إطلاق حملة تضامنية لإعادة إدماج هؤلاء الأطفال في مؤسسات الرعاية الاجتماعية، وتمكين الأم من الدعم اللازم لتأمين حياة كريمة لرضيعتها بعيداً عن الشارع والمخاطر المحدقة.