2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بين الدعم والتوجس.. الفنان المغربي واحتجاجات “جيل زيد”

في الأشهر الأخيرة، شهد المغرب احتجاجات واسعة لما سمي بـ”جيل زيد 212″، تعبيرا عن مطالب شعبية اعتبرت مشروعة حتى من طرف وزراء في الحكوم المغربية، تتعلق بالصحة والتعليم ومحاربة الفساد
هذه الاحتجاجات لم تمر دون أن تثير اهتمام المبدعين والفنانين المغاربة، الذين عبر عدد كبير منهم عن موقفه بما يعكس رؤيته لدور الفن والمجتمع والسياسة، حيث تم الكشف عن مواقف متفاوتة من الاحتجاجات، تراوحت بين الدعم الصريح، بل وحتى المشاركة الميدانية، والتحفظ أو التحذير من استغلالها سياسيا.
الفنان المغربي نعمان لحلو، عبر في منشور على دعمه للمطالب الشبابية، قائلا: “ماذا لو احتضنا المتظاهرين كما نفعل مع مشجعي الفرق الرياضية في مسيراتهم إلى الملاعب؟ الصورة والنتيجة ستكونان أفضل بلا شك”.
ورأى صاحب “بلادي يا زين البلدان” أن هذه الاحتجاجات تعكس أزمة حقيقية تحتاج إلى معالجة جادة من السلطات والمجتمع.
من جهته، قال الفنان رشيد الوالي تفاعلا مع هذه الاحتجاجات: “الفنان ليس مجرد من يُسلي الناس، بل هو أيضا مرآة للمجتمع، دوره الأساسي هو ملامسة الوجدان وطرح الأسئلة التي لا يملك الناس الشجاعة لطرحها”.
وشدد الوالي على أن الفن لا يتعارض مع السياسة، وتابع، “لكن هناك فرق بين الفنان الذي يحاول فرض رأيه، والفنان الذي يوقظ وعي الناس من خلال أعماله أو آراءه”.
أما رئيس فيدرالية فناني حزب التجمع الوطني للأحرار، سعيد أيت باجا، فأكد على أن الشباب يمكن أن يواجهوا مخاطر إذا تحولت احتجاجاتهم إلى أجندات انتخابوية، معتبرا أن ذلك قد يؤدي إلى استغلال الحدث لتحقيق مصالح سياسية ضيقة.
وقال رئيس فدرالية الفانيين التجمعية، ضمن مقطع مصور منشور على صفحة الحزب بـ”فايسبوك”: “إن هذه المبادرات تعكس وعي الجيل الجديد وانخراطه في الشأن العام… لكن الانحراف عن السلمية يهدد فاعلية الاحتجاج ويقوض أهدافه المشروعة”.
وفي الوقت نفسه، عبر العديد من فناني الراب مثل “RAID” والرابورة “ختك” عن دعمهم للجيل الجديد، بل وشاركا في الاحتاجاجات مؤكدين أن تعبيرهم السلمي عن المطالب يشكل رسالة قوية للمجتمع والسياسيين.
الاحتجاجات كشفت أن الفنان المغربي لم يعد مجرد صانع للترفيه، بل أصبح فاعلا مجتمعيا، يشارك في النقاش العام ويؤثر على وعي الجمهور.
الفنانة رجاء بلمير اعتبرت أن الحق في التعليم والصحة والعيش الكريم ليس ترفا، بل أساس الاستقرار، داعية السياسيين إلى الوفاء بوعودهم. كما دعت الفنانة نرجس الحلاق الحكومة إلى الاستماع لمطالب الشعب، مؤكدة دعمها للتظاهرات السلمية.