2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
وجد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بن عبد الله، نفسه في مرمى انتقادات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار فيديو قديم يوثق مشهد كان يوجه فيه تعليمات صارمة إلى عدد من مناضلي حزبه، وهو يأمره بـ”عفط على مو” كل من لم ينضبط لهم.
فيديو “عفط على مو” انتشر كالنار في الهشيم، وأعادت مشاركته العشرات من الصفحات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي فجر سجالا واسعا بين مستخدمي هذه الصفحات.
وانتشرت التعليقات بسرعة بين رواد الشبكات الاجتماعية، حيث اعتبر البعض أن “الفيديو يعكس الوجه الخفي للسياسة المغربية”، حيت قال أحدهم: “عفط عل مو أخلاق الزعماء السياسيين في المغرب.. هكذا سنُخلّق الحياة السياسية ونعيد الثقة للشباب”.
ورأى آخر أن المشهد يثبت أن “الخطاب السياسي المفلس لا يُخفي إلا المزيد من الأنانية والانتهازية وتقديس الزعامة مدى الحياة”، بينما لفت متابعون إلى أن بنعبد الله، الذي “فقد بوصلته السياسية منذ سنوات، خرج مؤخرا يركب موجة احتجاجات الشباب (جيل زد)، مُدعيا تبني مطالبهم والانحياز لخطابهم، متناسيا أن ذاكرة المغاربة لم تُمح بعد”.
وبعد الانتشار الواسع للفيديو، نشر حزب التقدم والاشتراكية توضيحا رسميا على صفحته الرسمية بـ”فايسبوك”، اليوم السبت 11 أكتوبر الجاري، جاء فيه: “تم تصوير هذا الفيديو على هامش أحد اجتماعات اللجنة المركزية لحزبنا عند محاولة بعض العناصر البلطجية المأجورة، والتي لا علاقة لها بالحزب، اقتحام مقرنا الوطني بالقوة ومنع مسؤولي الحزب من الولوج إليه، بغرض نسف الاجتماع المذكور”.
وأضاف الحزب، في منشوره المعنون بـ ” لن ترهبوننا”، “وإن كانت المشاهد الملتقطة تعكس صورة سلبية عن العمل السياسي وعن حزبنا، فإن ما ورد فيه لا يعدو أن يكون في نهاية المطاف سوى رد فعل مناضل يدافع، من ضمن مناضلين آخرين، بكل تلقائية، عن حُرمة مقر حزبه وعن سلامة أجواء انعقاد اجتماعاته”.
وأشار رفاق بنعبد الله أن “الترويج الممنهج للملفات القديمة لن يثنينهم عن مواصلة مسارهم النضالي المسؤول، ولا عن استمرارهم في فضح فشل الحكومة الحالية في التجاوب مع انتظارات شعبنا المشروعة”، محاولة بذلك إعادة تركيز النقاش على القضايا الكبرى بدل الانجرار وراء الانتقادات الشخصية.
في المقابل، يؤكد ناشطون أن هذه الحوادث تلقي بظلالها على مصداقية السياسيين، وقال أحدهم ساخرا: “لن تصدق ما ستسمعه أذناك رغم أن الفيديو قديم بعض الشيء… لكن يبدو أن هناك من يحن للعهد القديم من سياسيين فاشلين”.
فيديو قديم لبنعبد الله وإن كان قديما، فهو يعبر عن سلوك غير مقبول لزعيم حزبي تولا عدة مهام حكومية ودبلوماسية، وفي الوقت نفسه يطرح عدة تساؤلات حول الغاية من إعادة نشره في هذا التوقيت الذي يشهد فيه الشارع تعبيرات احتجاجية لعدد من الشباب، يطرح عدة تساؤلات حول الغاية من ذلك؟
