2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

خصصت جماعة طنجة 500 مليون سنتيم (5 مليون درهم) لعمليات الصيانة والإصلاح الاعتيادي للمقابر، كما تشير وثيقة ميزانية الجماعة، في خطوة يُفترض أن تهدف إلى تحسين وضعية هذه الفضاءات الدينية وصون حرمتها. غير أن جولة ميدانية سريعة تكشف واقعاً مغايراً تماماً، حيث ما تزال أغلب مقابر المدينة تغرق في الإهمال والنفايات، في مشهد يثير استياء الساكنة ويطرح تساؤلات حول مصير الاعتمادات المالية المرصودة.
وتتصدر مقبرة سيدي بوعراقية التاريخية ومقبرة سيدي بوعبيد قائمة المقابر المتضررة، إذ تحولت إلى فضاء مهجور تنتشر داخله القمامة والأعشاب الطفيلية، وأضحت ملاذاً للمشردين والمتسكعين في غياب أي مراقبة أو تدخل فعلي.

كما تعاني مقبرة سيدي بوحاجة بمنطقة بني مكادة من أوضاع مشابهة، بعدما غمرتها بقايا مواد البناء والمتلاشيات، في مشهد يسيء إلى حرمة الموتى وكرامة المدينة، والتي كانت “آشكاين” قد تطرقت لحالتها في مقال سابق.
أما في منطقة كورزيانة، فقد تحولت المقبرة المحلية إلى ما يشبه مطرحاً للنفايات بفعل تراكم الأزبال التي تُفرغها – بحسب مقطع فيديو – شاحنات تابعة لشركة “أرما” المكلفة بقطاع النظافة، وبعض الآليات التي تضعها الشركة بالقرب من المقبرة. ورغم توالي النداءات والتقارير الإعلامية، لا تزال الأوضاع تراوح مكانها، في غياب محاسبة أو متابعة حقيقية.
ويرى متتبعون أن هذا التناقض الصارخ بين الميزانيات المعلنة والواقع الميداني يفرض فتح تحقيق جدي حول طرق صرف الاعتمادات وفعالية برامج الصيانة، مع ضرورة إشراك المجتمع المدني في تتبع تدبير مقابر طنجة، حماية لحرمة الأموات وصوناً لصورة المدينة أمام زوارها وسكانها.