2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
في أعقاب أولى جلسات الدعوى القضائية التي رفعها الأمير هشام العلوي ضد الناشط الإعلامي محمد رضا الطاوجني، أكد النقيب عبد الرحيم الجامعي، محامي الأمير، أن اللجوء إلى القضاء هو ممارسة لحق مشروع، وشدد على أن هذه المتابعة ليست حربا على حرية التعبير، بل دفاع عن كرامة ومكانة الأفراد.
وأكد النقيب الجامعي في تصريح للإعلام أن لا أحد يمكنه أن يدعي أنه فوق القضاء والقانون، مشيرا إلى أن موكله، الأمير هشام العلوي، يلجأ إلى العدالة وهو مستعد للمثول أمامها “العشرات من المرات” لتقديم التوضيحات اللازمة، لأن العدالة لا تعتبر خصماً لأي طرف، مستنكرا بشدة المحاولات التي تهدف إلى وضع القضاء في موضع الخصم، مؤكداً أن من يرى العدالة خصماً هو من “في جعبته أشياء غير قانونية”.
ووجه الجامعي انتقادا مباشرا لتصريحات سابقة للمشتكى به، الطاوجني، الذي حاول أن يصور المحاكمة وكأنها مواجهة بينه “كمواطن” وبين “القصر” ممثلاً في الأمير هشام، واصفاً هذا الكلام بأنه “لا يليق”، بل واعتبره تهديداً مبطناً للقاضي، معربا عن ثقته المطلقة في القضاة الذين يحكمون يومياً في قضايا متشعبة وخطيرة، وأنهم لا يلتفتون إلا لضمائرهم وضمير المشروعية، مشدداً على أنهم يحتمون بالقانون والأحكام القضائية كيفما كانت.
وفي إطار توضيح طبيعة الشكاية، أشار النقيب الجامعي بوضوح إلى أن موكله لم يلجأ إلى القضاء للتظلم من الآراء والأفكار، بل هو مؤمن بحرية الرأي لكل الأطراف، مؤكدا أن الأمير هشام العلوي لم ينزعج أو يقلق من الانتقادات أو التعليقات التي وجهت لآرائه وحواراته، بل هو مستعد للاستمرار في الدفاع عن القيم الإنسانية التي يؤمن بها ويكتب عنها. ولذلك، فإنهم لا يقفون اليوم أمام جريمة رأي، وليست الشكاية موجهة ضد مجرد التعليق أو الانتقاد الذي لم يعجب الأمير، فهذا حق مشروع يحترمه الدفاع.
وشدد النقيب الجامعي على أن ما لا يمكن احترامه هو المساس بكرامة الأشخاصـ وعرّف الكرامة بأنها ملك مقدس لكل شخص، بغض النظر عن جنسيته أو عقيدته أو مكانته في المجتمع، سواء كان شأنه صغيراً أو كبيراً، مبرزا أن التهمة الموجهة للطاوجني هي القذف بالمعنى القانوني، وهو نسبة فعل معين لشخص، ولو ثبت لكان هذا الشخص معاقباً.
واشار إلى أن التاريخ والقضاء والرأي العام سيشهد بأن الدعوى المرفوعة اليوم هي مدافعة عن هذا المبدأ المقدس، وأن الجلسة المقبلة للنظر في القضية قد تم تحديدها في التاسع من دجنبر 2025.
يذكر أن هيئة الحكم بالمحكمة الابتدائية بالرباط، كانت قد قررت اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، تأجيل النظر في أولى جلسات الدعوى القضائية المرفوعة من طرف الأمير هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، ضد الناشط الإعلامي محمد رضا الطاوجني.
وجاء قرار التأجيل إلى غاية جلسة 09 دجنبر المقبل، استجابة لطلب دفاع محمد رضا الطاوجني من أجل إعداد المرافعة.
وتعود فصول القضية إلى شهر شتنبر الماضي، عندما أعلن الأمير هشام العلوي عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك” عن لجوئه إلى القضاء لمقاضاة الطاوجني. وأوضح الأمير في تدوينته أن قراره جاء على إثر تصريحات للناشط الإعلامي تضمنها شريط فيديو نشره على منصة “يوتيوب” بتاريخ 11 سبتمبر 2025.
وأكد الأمير أن التصريحات تضمنت “اتهامات وعبارات تمس الشرف والاعتبار”، مشددا على أنه قرر “كمواطن اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحقه في الإنصاف بما يقتضيه القانون”، مشيراً إلى أن النقيب عبد الرحيم الجامعي هو من تقدم بالشكاية باسمه.
في سياق متصل، شدد الأمير هشام العلوي على موقفه الثابت تجاه الحريات، مضيفاً: “أجدد تأكيدي على إيماني العميق بحرية الرأي والتعبير، باعتبارها ركيزة لترسيخ قيم التعدد والانفتاح، شريطة أن تمارس بعيدًا عن أساليب التشهير”.
