2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
شنقريحة وتبون يوجهان البوليساريو لزعزعة استقرار المنطقة بمساعدة إيران (تقارير)
أوردت تقارير إعلامية ومصادر استخباراتية إقليمية وغربية تنامي التوتر في منطقة شمال إفريقيا والساحل، في ظل ما يوصف بأنه “انجراف عسكري وإرهابي” لجبهة البوليساريو الانفصالية، التي تتلقى دعما لوجستيا وماليا من جهات رسمية جزائرية وإيرانية.
وفي هذا الصدد، أفاد موقع “ساحل انتلجنس” نقلا عن ما يسمى بـ ”وكالة الأنباء الصحراوية”، وهي الجهاز الدعائي الرسمي لجبهة البوليساريو والنظام العسكري الجزائري، بأن الجبهة تتبنى صراحة المسؤولية عن شن هجمات مسلحة متكررة ضد القوات المسلحة الملكية المغربية.
وقال المصدر إن الجبهة تفاخرت، في منشوراتها الأخيرة، بـ”مآثر” وحداتها المسلحة، مشيرا إلى إعلانها بتاريخ 8 أكتوبر 2025 استهداف “قواعد جنود الاحتلال بقطاع المحبس، وإيقاع خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات”. كما أُعلن قبل ذلك عن قصف “مواقع مدفعية لجيش الاحتلال المغربي” في منطقتي الحوزة والكلتة (11 شتنبر2025) وهجمات على “قواعد وخنادق للعدو” في قطاع الفارسية (25 شتنبر2025).
وأضافت التقارير إلى أن هذا “التمجيد للعنف يمثل تطرفا أيديولوجيا” للجبهة، التي تسعى إلى إدامة التوتر للحفاظ على وجودها إعلاميا وسياسيا، في تحد لدعوات الحوار من الأمم المتحدة والولايات المتحدة.
وأوضح تقرير سري للدرك الوطني الجزائري، بحسب ما تناقلته مصادر متطابقة، أن مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر) تشهد إعادة تعبئة عسكرية، حيث تضم الآن أكثر من 7000 مقاتل مدرب.
وأفادت مصادر استخباراتية غربية وإفريقية أن هؤلاء يستفيدون من دعم لوجستي ومالي عبر قنوات عسكرية جزائرية وإيرانية، وأن القواعد العسكرية الجزائرية القريبة من الحدود الموريتانية والمالية تشكل معبرا استراتيجيا لتهريب الأسلحة والوقود.
ونقلت الموقع عن دبلوماسي أوروبي مقيم في نواكشوط قوله إن “الخط الفاصل بين النشاط الانفصالي والنشاط الإرهابي أصبح غير واضح. تسعى فصائل البوليساريو إلى مقايضة خبراتها العسكرية بالتمويل أو الموارد”، مما يثير قلقا بالغا لدى الدول المجاورة.
وأضاف ذات الدبلوماسي أن أجهزة الاستخبارات الإقليمية والغربية، عبرت عن قلقها المتزايد إزاء الارتباطات بين عناصر البوليساريو والشبكات الجهادية في منطقة الساحل.
وقال مسؤول كبير في الأمم المتحدة، لموقع “ساحل انتلجنس”، إن “هذه الانتصارات العسكرية المزعومة ليست سوى مسرحيات تمثيلية. ولكن وراء هذه الاتصالات، ثمة رغبة حقيقية في إدامة التوتر المزمن بين النظام العسكري الجزائري وإيران، من خلال مرتزقة من حماس وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، لتخريب الاستقرار الإقليمي ونشر المذهب الشيعي في شمال أفريقيا، ثم في أفريقيا نفسها”.
وبالنسبة للمحللين، يضيف المصدر، فإن الهجمات والدعاية تعد “استفزازات يتم تنسيقها من الجزائر، التي تدعم وتسلح وتمول جبهة البوليساريو لزعزعة استقرار المنطقة وإعاقة العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة وخاصة الولايات المتحدة”.
وفي ظل تصاعد الاحتجاجات داخل مخيمات تندوف، والتي تندد بـ “مصادرة المساعدات الإنسانية، وقمع المعارضين، والعسكرة القسرية للمهاجرين الأفارقة”، أصبح السؤال ملحا أمام المجتمع الدولي حول “كيف يمكننا أن نستمر في اعتبار البوليساريو محاورا سياسيا في حين أنها تدعي علناً القيام بعمل عسكري وتتبنى خطابا شبه إرهابي؟”. يورد الموقع المتخصص في شؤون الساحل والصحراء.