المغاربة يتصدرون قائمة الأجانب الأكثر شراء للمنازل في إسبانيا .. فما الأسباب؟ (البجوقي يجيب)

احتل المغاربة المرتبة الثانية ضمن قائمة أكثر الجنسيات الأجنبية شراء للمنازل في إسبانيا، متجاوزين الألمان، ويقتربون من الصدارة التي يحافظ عليها البريطانيون، وفق أحدث البيانات الصادرة عن المجلس العام للموثقين في إسبانيا للنصف الأول من سنة 2025.

وبلغ عدد المنازل التي اشتراها المغاربة 5,654 منزلا في النصف الأول من العام الجاري، ليحلوا مباشرة خلف المملكة المتحدة (5,731 عملية شراء)، ومتقدمين على الألمان (4,756).

وتشير الإحصائيات إلى أن الشراء ذات طابع استقراري في الأغلب؛ إذ أن المغاربة هم الأكثر شيوعا بين فئة المشترين الأجانب “المقيمين” في إسبانيا، التي تشكل 60.9% من إجمالي المعاملات الأجنبية.

ويأتي إقبال المغاربة على شراء السكن في الجارة الشمالية، في وقت تعاني المدن المغربية من أزمة سكن حقيقية، ما يطرح علامات استفهام حول الأسباب التي تدفع الجالية إلى شراء المنازل في إسبانيا، بينما الأزمة سيدة الموقف في وطنهم، وهل يتعلق الأمر بأسعار منخفضة أم إجراءات إدارية مبسطة أو لأهداف أخرى كالحصول على الإقامة؟

 عبد الحميد البجوقي، المتخصص في العلاقات المغربية الإسبانية، يرى أن سبب إقبال المغاربة على السكن في إسبانيا، يعود إلى التسهيلات التي تقدمها البنوك، حيث ”تجري” هذه المؤسسات خصوصا إذا كان شابا لا يتجاوز عمره 40 سنة ويملك عملا قارا.

وأوضح البجوقي، في حديث لجريدة ”آشكاين”، أن المغاربة، على عكس الجنسيات الأخرى، وبفضل هذه التسهيلات الإدارية، يفضلون شراء المسكن في إسبانيا، وذلك بحكم عامل القرب الجغرافي، بينما مثلا مواطنو أمريكا اللاتينية، لا يفكر الاستقرار في البلد، ويعتقدون دائما أنهم سيعودون إلى بلدانهم.

وشدد البجوقي على أنه يكفي أن تملك عملا في إسبانيا، كي تصير زبونا مفضلا للبنوك الإسبانية، وبامتيازات كثيرة، منها تخفيضات في نسب القروض.

في سياق متصل، ابرز المتحدث أن تصدر البريطانيين لقائمة الأجانب الأكثر إقبالا على شراء العقارات في إسبانيا، مرده إلى أن كون هؤلاء من فئة المتقاعدين الذين يبحثون في قضاء أخر حياتهم في أماكن هادئة، خصوصا في الأرياف، مشيرا إلى أن التقاعد الذي يحصلون عليهم البالغ 3000 يورو (حوالي 30.000درهم)، يساعدهم بالعيش في ”رفاهية” بإسبانيا عكس بلدهم.