شوكي: اتهامات بوانو لوزيرة المالية تضليل وقلة ذوق السياسي (فيديو)

دافع محمد شوكي، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، بشكل كامل عن تصريحات وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، التي أدلت بها لقناة إخبارية أجنبية بخصوص الخطوط العريضة لمشروع قانون المالية.

شوكي وخلال استضافته ببرنامج “آشكلين مع هشام” ، اعتبر انتقادات عبد الله بوانو، القيادي في حزب العدالة والتنمية، لفتاح نادية فتاح لتصريح العلوي”مسيئة للعمل الحكومي وبها تضليل للمواطنين”، مؤكدا أن النقاش الدائر حول هذه التصريحات يحتاج إلى إعادة وضع في سياقه الصحيح، مشددا على أن الإجراء الذي قامت به الوزيرة كان شرعيا ومحترفا من الناحيتين الشكلية والموضوعية.

واستهل رئيس فريق الأحرار رده بالتأكيد على السياق الشكلي لتصريح الوزيرة، موضحاً أن وجودها في تلك القناة الأجنبية لم يكن محض صدفة أو خرقا بروتوكوليا كما حاول بوانو الإيحاء، بل كانت الوزيرة في مهمة رسمية، حيث كانت تشارك في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي بواشنطن. وتابع شوكي قائلاً: “القناة التي ظهرت فيها السيدة الوزيرة هي شريك رسمي لهذه الاجتماعات الدولية، ومن البديهي أن يتحدث إليها الوزراء والمسؤولون الكبار عن القطاعات الاقتصادية والمالية الشركاء في هذه المؤسسات.”

ووصف شوكي هذا الإجراء بأنه “إجراء عادي” تفرضه طبيعة المشاركة في المحافل الدولية، نافياً بشكل قاطع أي شبهة خرق للبروتوكول، ومؤكداً أن الوزيرة كانت تمثل الدولة المغربية في سياق مهني دولي رفيع.

أما بخصوص المحتوى الموضوعي، وهو صلب انتقاد بوانو باعتباره كشفا مبكرا لتوجهات قانون المالية قبل الأوان، فقد أكد شوكي أن ما قالته الوزيرة لا يخرج قيد أنملة عن الإطار الرسمي المعلن والمعروف سلفا، مشددا على أن الخطوط العريضة لتوجهات قانون المالية مؤطرة بشكل واضح منذ الإعلان عن الرسالة التوجيهية لرئيس الحكومة، التي تصدر في وقت مبكر من الصيف.

وأضاف: “الرسالة التوجيهية تتضمن التوجهات الكبرى التي تعمل عليها الحكومة، ومنها ترسيخ الدولة الاجتماعية، إنعاش الاقتصاد الوطني، وتنظيم سياسات الماء، وغيرها من الأولويات الاستراتيجية. هذا بالضبط هو ما قالته السيدة الوزيرة، لا يوجد فيه أي جديد أو كشف عن أرقام وتفاصيل المشروع الذي لم يعرض بعد على الهيئات الرسمية والبرلمان”، معتبرا أن تصريحات الوزيرة كانت مجرد توضيح لهذه التوجهات العامة في سياق عالمي مهتم بالاقتصاد المغربي.

شوكي وجه اتهام مباشر لانتقاد عبد الله بوانو، معتبراً أنه محاولة تغليط وتدليس موجهة للرأي العام وتستهدف العمل الحكومي. وقال بلهجة حاسمة: “نحن نرى أن هذا الخطاب الصادر عن المعارضة فيه تضليل للمواطنين وإساءة للعمل الحكومي الذي يسهر على تنفيذ التوجيهات الملكية السامية ومشاريع الدولة الاجتماعية.”

مؤكدا أن الانتقاد يمثل إساءة مباشرة للوزيرة التي كانت في مهمة وطنية تمثل المغرب، مطالباً بضرورة أن يغلب النقاش السياسي على الإيجابيات والمصالح الوطنية العليا، بدلاً من محاولة تسييس الإجراءات الروتينية لعمل الحكومة في المحافل الدولية، خاصة إذا كان المنتقد يتحلى بـ “نفس وطنية على بلادنا”.

وكان عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، قد شنّ هجوما غير مسبوق على وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، وحكومتها، وذلك على خلفية تصريح أدلت به الوزيرة لقناة تلفزيونية أجنبية (سكاي نيوز عربية) تحدثت فيه عن أولويات مشروع قانون المالية المرتقب، واصفا تصرف الوزيرة بأنه يعكس “قلة احترام وقلة ذوق سياسي” وينم عن “جهل مركب وسوء تقدير”.

وتساءل بوانو في تدوينة فيسبوكية حول منطق تفكير وزراء الحكومة الحالية، واصفاً إياها بـ “الغريبة الأطوار”، والتي قال إن قراراتها “أنتجت المشاكل والأزمات تلو الأخرى”، كما أن تواصلها يكشف “انفصالاً فظيعاً عن الثقافة والأعراف السياسية في بلادنا”.

مشيرا إلى أن هذا التصريح يأتي في توقيت حساس، “ونحن بين يدي مجلس وزاري مرتقب سيترأسه جلالة الملك”، وهو المجلس الذي يحدد الخطوط العريضة للمشروع بشكل دستوري قبل تقديمه لمجلسي البرلمان. وقال بوانو إن هذا التناقض يعني بشكل صريح “قلة احترام وقلة ذوق سياسي، فضلا عن كونه ينم عن جهل مركب، وسوء تقدير لمآلات تصرفات الوزراء”.

مشيرا إلى أن “غيابها الدائم عن الشأن العام الوطني وتفاعلاته” ربما جعلها غير مدركة لـ “أخبار الاحتجاجات التي تعرفها البلاد، وما تقتضيه من انتباه و’سد للذرائع'”، كما أشار إلى أنها ربما “لم تفهم معنى الدعوة التي تلقتها من دون شك لحضور المجلس الوزاري”، مما دفعها لإطلاق العنان للسانها “في قناة تلفزيونية أجنبية لتفصل كما تشاء في أولويات مشروع قانون المالية قبل المصادقة عليه من طرف المجلس الوزاري، وقبل عرضه على البرلمان صاحب الاختصاص الدستوري في إجازة هذا المشروع”.

معتبرا أن الوزيرة، لو كانت “سليلة السياسة”، لـ “فهمت الإشارات من خطاب العرش وخطاب افتتاح السنة التشريعية الخامسة”، قبل أن ينهي هجومه بالدعاء برحيل سريع للحكومة، قائلاً: “ماذا أقول غير عجل الله برحيل هذه الحكومة الكارثية!”، وهو ما يؤكد على عمق الأزمة السياسية والثقة بين المعارضة والحكومة في مرحلة إعداد أهم قانون مالي.