2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أعاد اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة عزيز أخنوش برئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، محمد بنعليلو، الجدل حول جدية الحكومة في التعامل مع ملف الفساد، وفعالية الآليات الوطنية المكلفة بمحاربته، في ظل تراكم الإخفاقات وتزايد ضغط الشارع للمطالبة بالمحاسبة والشفافية.
اللقاء الذي احتضنته الرباط، أمس الثلاثاء، خُصص للتداول حول الإجراءات الكفيلة بـ”إعطاء نفس جديد لورش مكافحة الفساد، وتفعيل أدوار الهيئة الوطنية للنزاهة”.
وأكد رئيس الحكومة على ضرورة عقد اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد في أقرب الآجال، لاستعراض حصيلة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية في هذا المجال.
لكن هذه الوعود لا تبدو مقنعة بالنسبة لعدد من الفاعلين المدنيين. ففي تصريح للكاتب العام لجمعية “ترانسبرانسي المغرب” سعد الطاوجني قال: “”نحن تساءلنا مع الحكومة لماذا لم تجتمع اللجنة إلا مرتين منذ تسع سنوات وطالبنا بنتائج عملها”.
وأضاف الطاوجني، الذي جمدت جمعيته عملها في اللجنة الوطنية لمحاربة الفساد، ضمن تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، “نحن لا نطالب فقط باجتماع اللجنة، بل قدمنا مطالب للحكومة في رسالة سمية، ونريد إجابة رسمية منها أو استدعاء لعقد اجتماع مسؤول، وهذا ما لم يتم لحد الآن”.
ويعكس تصريحات الطاوجني شكوكا عميقة في الإرادة الحكومية لمحاربة الفساد، إذ تساءل قائلا: “أين هي الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي ستنظم عمل اللجنة؟ لأنه من غير المعقول أن نشتغل بدون استراتيجية”.
ويأتي هذا الموقف في سياق تزايد الانتقادات الموجهة للحكومة بسبب ما يعتبره فاعلون تراجعا في الالتزام بمكافحة الفساد، ويضيف الطاوجني في هذا الصدد: “المغرب اليوم يعيش وضعا مقلقا بخصوص محاربة الفساد، وزادت الأمور تعقيدا مع تمرير المادتين 3 و7 من قانون المسطرة الجنائية، الذي يقيد دور النيابة العامة ويمنع المجتمع المدني من القيام بدوره”.
ويرى متابعون أن استقبال رئيس الحكومة لرئيس الهيئة قد يكون محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، خصوصا بعد عودة الاحتجاجات الشبابية للمطالبة بالعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد.
واعتبر الطاوجني أن “هذا التحرك جاء بسبب ضغط الشارع ومطالب ‘جيل زيد’ بمحاربة الفساد”، وشدد “نحن نريد عملا منظما ومسؤولا وليس محاولة للالتفاف على مطالب الشارع”.
استراتجية محاربة الفساد توجد في جيب وهبي وليس عند اخنوش.