2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
حل وفد برلماني إيطالي، أمس الجمعة، في مدينة العيون بجهة جهة العيون الساقية الحمراء، للاطلاع على الدينامية التنموية في المنطقة، وزيارة مشاريع البُنى التحتية والخدمات. وأشاد منسق الوفد، إيتوري روساتو، بالتطور الذي تشهده الجهة، معبرا عن رغبة برلمانيي بلاده في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإيطاليا في مجالات الصناعة، السياحة، الطاقات المتجدّدة والخدمات.
وشدد الوفد على وجاهة مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بخصوص الصحراء، وجرى خلال الزيارة عقد لقاءات مع مسؤولي الجهة والجماعات المحلية لمتابعة مشاريع التنمية والنمو.
الباحث في قضايا الصحراء، محمد سالم عبد الفتاح، اعتبر أن زيارة الوفد البرلماني الإيطالي إلى مدينة العيون، تحمل أهمية بالغة بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لإيطاليا ودورها الاقتصادي داخل القارة الأوروبية.
وأوضح عبد الفتاح في تصريح لجريدة “آشكاين” أن إيطاليا تعد إحدى الدول المؤثرة في أوروبا، والتي لا تزال مترددة في موقفها الرسمي تجاه المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، على الرغم من عدم اعتراف روما رسميا بأي كيان انفصالي في المنطقة”.
وأضاف “أن المغرب يواجه محاولات حثيثة من بعض خصوم المملكة التي تحاول توظيف مجموعات سياسية ضيقة، سواء من اليسار الراديكالي أو الجماعات الانفصالية، بالإضافة إلى محاولة التدخل في ملفات استراتيجية بالنسبة لإيطاليا، مثل توريد الغاز والهجرة السرية والتطورات في ليبيا”.
واستدرك عبد الفتاح أن “الموقف الإيطالي المحايد لا يمنع وجود اعتراف عملي وضمني بالسيادة المغربية، خاصة من خلال الشراكات متعددة الاطراف عبر إطار الاتحاد الأوروبي، والتي تشمل مجالات الفلاحة والصيد البحري والتنسيق الأمني لمكافحة الهجرة السرية والإرهاب، وتمتد إلى الأقاليم الجنوبية وسواحلها”.
وأشار المصدر إلى أن “الوفد البرلماني الإيطالي يضم مختلف الفرقاء السياسيين وبعض الوجوه الإيطالية الوازنة والمؤثرة”، مؤكدا أن الزيارة “قد تفتح المجال لمناقشة تطور الموقف الإيطالي نحو تبني مقاربات أكثر واقعية وعقلانية، بما يتماشى مع الاعتراف بالسيادة المغربية، على غرار شركاء إيطاليا الآخرين داخل الاتحاد الأوروبي مثل إسبانيا وألمانيا”.
مبرزا أن “المغرب تمكن من ترسيخ ديناميات دبلوماسية واسعة داخل الاتحاد الأوروبي، حيث باتت غالبية الدول الأعضاء تدعم موقف المغرب، فيما لا توجد أي دولة أوروبية تعترف بالكيان الانفصالي، ما يعكس نجاح المغرب في كسب دعم دولي متزايد لصالح وحدته الترابية”.