2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
تعديلات مسودة القرار الأممي: ولد سلمى يفكك مخطط الجزائر لكبح الحكم الذاتي وكواليس “سقف الحل” (فيديو)
أكد مصطفى ولد سلمى، القائد السابق لشرطة البوليساريو المنشق، أن المقترحات الأخيرة لجبهة البوليساريو بخصوص ملف الصحراء لم ترفض فكرة الاندماج مع المغرب، بل قدمت مقترحات تشبه الكونفدرالية أو الفيدرالية داخل الدولة المغربية، مؤكدا أن هذا هو تقريبا سقف الحل الذي أصبح الجميع يدركه.
وأوضح ولد سلمى خلال استضافته ببرنامج “آشكاين مع هشام” أن الخلاف الجوهري حاليا يدور حول كيفية التشارك؛ هل سيكون بالصيغة المغربية التي تقترح حكما ذاتيا واسعا داخل الأقاليم الجنوبية، أو بصيغة البوليساريو التي تنادي بكيان مستقل داخل الدولة المغربية.
وشدد على أن قيادة الجبهة تعي جيدا أنه “ليس هناك حل خارج سقف ‘داخل المغرب'”، وأن مناوراتها الحالية تهدف فقط إلى ربح مزيد من الأوراق التفاوضية من خلال طرح بدائل كـ “الكونفدرالية”.
وفيما يتعلق بالمسودة الأمريكية لقرار مجلس الأمن، أشار القيادي السابق إلى أن الضغط الإعلامي والمجتمعي الكبير الذي قادته الجزائر وحلفاؤها أدى إلى تعديلات على المسودة الأصلية، حيث تم حذف عبارة “الحكم الذاتي كحل وحيد”، والإبقاء على ذكره كحل أساسي وواقعي في الفقرات الأخرى. ونبه إلى أن هذه التعديلات تأتي في سياق يبرز دور روسيا والجزائر وحلفائهما في محاولة تغيير موازين القوة الدبلوماسية.
وأضاف ولد سلمى أن الرد المتوقع من الجزائر على تبني مجلس الأمن لهذا القرار يجب قراءته في سياق “مشروع المصالحة الشاملة” الذي ترعاه الولايات المتحدة، والذي يهدف إلى تجنيب المنطقة مواجهة عسكرية محتملة بين المغرب والجزائر. ورأى أن واشنطن لم تكن لتدخل كوسيط مباشر بين الرباط والجزائر لو كانت نيتها مجرد فرض حل قصري لصالح طرف واحد، بل إن الولايات المتحدة تنظر إلى مصالحها في ملء الفراغ الذي خلفه تراجع النفوذ الفرنسي، وتعمل على التوفيق بين المصالح المتعارضة.
مؤكدا على أن الجزائر لن تصعد الموقف بشكل كبير رغم الرفض العلني، لأن الولايات المتحدة قدمت لها تطمينات بأنها “مستحضرة” في الحل الشامل، وأن ما يجري حالياً يدخل في إطار خطة أوسع لسلام دائم ومصالحة في المنطقة المغاربية ككل، وليس مجرد تسوية لملف الصحراء بمعزل عن المصالح الجزائرية.