2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
شهد اجتماع لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، المنعقد اليوم الثلاثاء 4 نونبر الجاري، والمخصص لمناقشة مشروع الميزانية الفرعية لوزارتي السياحة والصناعة التقليدية، نقاشا ساخنا بين البرلمانيين حول ما إذا كان يجب احتساب مغاربة العالم ضمن أعداد السياح الذين يزورون المغرب.
قال عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، منصف الطود، إن التعامل مع مغاربة العالم بمعيار مزدوج غير منطقي، موضحا: “لماذا عندما نتحدث عن مغاربة العالم نقول إنهم يساهمون في إدخال العملة الصعبة، وعندما نأتي للسياحة نطالب باستبعادهم؟ “.
وأضاف الطود، أن “مغاربة العالم هم السائح رقم واحد، ألا يصرفون، ألا يسافرون داخل المغرب، ألا يقطنون في الفنادق؟”، قبل أن يتابع، “مغاربة العالم هم الأولوية، ومن حقنا أن نضيفهم لنسب السياحة لأنهم جزء منها”.
وخلال مداخلته، قاطعته البرلمانية سلوى البردعي معتبرة أن تدخله رد على مداخلتها السابقة، الأمر الذي “لا يحترم مقتضيات النظام الداخلي”.
وفي مداخلتها، كانت البردعي، عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، قد اعتبرت أن إدراج مغاربة العالم ضمن إحصاءات السياح “يؤدي إلى تضخيم الأرقام بشكل غير موضوعي”، مضيفة أن “وزارة السياحة تفتخر في كل مناسبة بأنها استقطبت 15 مليون سائح، ورغم أن الرقم مهم، إلا أنه يجب أن نتساءل أين الخلل”.
وخاطبت البردعي الوزيرة قائلة: “في تصريحاتكم الرسمية تحسبون دائما مغاربة العالم ضمن السياح الذين زاروا المغرب، وبذلك رفع عدد الوافدين إلى 13 مليون عند متم غشت الماضي، لكن عندما قدمتم إحصائيات سنة 2019، حين كان حزب العدالة والتنمية يقود الحكومة، لم تحتسبوهم”.
وفي الاتجاه نفسه، تدخل برلماني آخر متسائلا عن كيفية تعامل الحكومة مع مغاربة العالم، خصوصا في ظل مشكل النقل الجوي وغلاء أسعار الرحلات، وقال إن “الجيل الرابع من المهاجرين لم يعد يستقطبه المغرب بسهولة، ويجب أن نقدم له إغراءات قبل أن نفقده نهائيا”.
النقاش حول “من هو السائح” بدا أنه يعكس تباينا في الرؤى بين من يعتبر مغاربة العالم جزءا من النسيج السياحي الوطني، وبين من يرى أن احتسابهم يُربك مؤشرات القطاع ويمنح صورة غير دقيقة عن أدائه الحقيقي.
وردا على هذا لانقاش، أوضحت وزيرة السياحة أن “الجالية المغربية منذ 25 سنة وهي تمثل تقريبا 45 في المائة من عدد السياح الذين يفدون للمغرب، وهذا أمر جاري به العمل ونشتغل به”.
واستطرد الوزيرة، “في فرنسا والبرتغال أيضا يحتسبون الجالية ضمن السياح، وهناك بعض الدول جاليتهم أكبر من السياح الأجانب”.