لماذا وإلى أين ؟

خروقات توظيف الأساتذة المحاضرين من الدرجة -أ- إلى متى؟

نوال الراضي*

لماذا يستثنى ذكر صفة دكاترة كليات العلوم الشرعية (الصحراويون: السمارة-أكادير) و(الشماليون:فاس-تطوان) من شروط الترشيح لمباراة معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية بالرباط؟

مما يتبادر إلى ذهن الكثير من المترشحين لاجتياز مباراة توظيف أستاذين محاضرين من الدرجة -أ-، المزمع تنظيمها يوم الجمعة 28 نونبر 2025 بمعهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية بالرباط، -يتبادر إلى أذهانهم- تفصيل هذه المباراة على مقاس مترشح بعينه، حيث يتم بصفة غير مباشرة إقصاء المتبارين الآخرين وهو ما يمس بحق كل المترشحين الذين حصلوا على شهادة الدكتوراه من الجامعات المغربية خاصة الدكاترة الذين تخرجوا من:

– كلية العلوم الشرعية، جامعة ابن زهر بالسمارة

– كلية العلوم الشرعية أيت ملول، جامعة ابن زهربأكادير

– كلية الشريعة، جامعة القرويين بفاس

– كلية أصول الدين، جامعة عبد المالك السعدي بتطوان

– مسلك الدراسات الإسلامية في جل جامعات المغرب

وهذا ما يضرب الشفافية والمصداقية وتكافؤ الفرص.

إن الشرط الأخير من شروط الترشح لهذه المباراة والذي جاء بهذه الصيغة: (ترخيص بالاستثناء من شرط السن من الجهة المختصة، بالنسبة للمترشحين الذين تجاوزوا السن القانوني المحدد في 45 سنة في حالة نجاحهم)،يخل ببنود التوظيف العمومي في المؤسسات المغربية -ويمكن تأويله- من قبل الدكاترة الشباب الذين لم يرد ذكر صفاتهم العلمية في الشروط إلى وجود إحدى الشبهتين:إما الزبونية والمحسوبية أو الرشوة، حيث إن الشخص المراد توظيفه سيجتاز المباراة قبل حصوله على ترخيص الاستثناء من شرط السن، ولن يضع الترخيص في ملف الترشيح إلا بعد نجاحه كما جاء في صيغة الشرط المبين أعلاه.

والأولى أن تعطي رئاسة الحكومة ترخيص الاستثناء للشباب في سن 36 من عمرهم في حالة نجاحهم أيضا،أي بعد اجتياز مباراة ولوج سلك تأهيل أطر التدريس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة المزمع تنظيمها يوم السبت 22 نونبر 2025؛ بمعنى يجب فتح موقع وزارة التربية لجميع المترشحين بغض النظر إلى سنهم حتى لو بلغوا 60 سنة تماما كما فعلت إدارة معهد محمد السادس للقرآن والدراسات القرآنية، درءا للتمييز بين أبناء الشعب المغربي كافة.

ويبقى السؤال المطروح: لماذا استثني ذكر صفة الدكاترة الشباب (الصحراويون المتخرجون من كلية العلوم الشرعية بالسمارة وكلية العلوم الشرعية آيت ملول بأكادير)، والدكاترة الشباب (الشماليون الحاصلون على شهادة الدكتوراه من كلية العلوم الشرعية بفاس وكلية أصول الدين بتطوان) وغيرهم من الدكاترة الشباب الحاصلون على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من ذكر صفاتهم في شروط الترشح لهذه المباراة، وهم شباب فتي لم يدخل عقده الرابع بعد؟ وليسمن دخل عقده السادس وشارف على سن الستين أفضل ممن يستطيع العطاء في سن السادسة والثلاثين.

كما يتبادر إلى ذهن الكثير من الدكاترة الشباب أنهم لا يزالون يعيشون في عصر متأخر عن عصر الرقمنة فإدارة معهد محمد السادس نصره الله وأيده لا تزال تشترط في عصر التطور الرقمي حمل ملفات الترشيح الثقيلة إلى مقر الإدارة بمدينة الرباط لغرض في نفس يعقوب.

-فإن لم يكن لظروف طارئة كانقطاع الكهرباء مثلا أو توقف الإنترنيت على المغرب كله-  لماذا لا يتم اشتراط الترشح عبر موقع وزارة التعليم العالي باعتبار هذه الأخيرة هي المسؤولة عن تنظيم مباريات توظيف الأساتذة المحاضرين من الدرجة -أ-، مراعاة لوضع الشباب المادي، وكيف لدكتور شاب في وضعية إعاقة على مستوى القدم أن يحمل كل هذه الوثائق وينقلها من جنوب المغرب أو شرقه أو شماله أو غربه إلى وسطه، وكيف لدكتورة شابة فقيرة تقيم على سبيل المثال في الصحراء وتخرجت من (كلية العلوم الشرعية بالسمارة)، ولا تملك معينا ماديا ولا حتى معنويا -كيف لها- أن تحمل 5 نسخ من البحث كل نسخة فيها 3كيلو غرام ناهيك عن نسخ باقي الوثائق الكثيرة –كيف لهما- أن يتقدما لهذه المباراة وهما يعلمان أن عليهما انتظار 10 أيام كثيرة على إظهار المقبولين لاجتياز المبارةأو أربعة عشر يوما لاجتيازها يوم 28 نونبر؟ أين سيقيمان كل هذه المدة لاسترجاع ملفي الترشيح الخاص بهما وهما يعلمان مسبقا أن هذه المباراة فتحت لشخص مخصوص بصفة مخصوصة في شروط الترشح لهذه المباراة؟

من هذا الموقع نناشد وزارة التعليم العالي أن تنظر في هذه المباراة وتسأل من وضع شروطها: هل خصصت هذه المباراة لشخص بعينه يحمل صفة: قام بالتدريس بالتعليم العتيق أو التعليم العمومي؟

فإن كان الأمر كذلك، الأولى أن يدمج بمدرسة التعليم العتيق التي قام بالتدريس فيها، أو بمؤسسة التعليم العمومي اللتان كان يتقاضى منهما أجرا شهريا حتى لا يكلف الدولة ميزانية جديدة قبل بلوغه سن التقاعد.

كما نناشدها أن تحدد من المسؤول عن هذه المباراة (هلهي رئاسة جامعة القرويين أم عمادة كلية العلوم الشرعية بفاس، أم إدارة معهد محمد السادس نصره الله وأيده أم إدارة مؤسسة محمد السادس بارك الله في عمره بالرباط؟

فإن كان المعهد منضويا تحت جناح جامعة القرويين فمن الواجب أن يجري عليه ما يجري على باقي الجامعات المغربية التي تنضوي بدورها تحت جناح وزارة التعليم العالي التي يستدعي الوقت الراهن تدخلها السريع لحل هذا المشكل العويص.

وأخيرا نرجو أن توحد منظومة التوظيف العمومي في المغرب ومنظومة توظيف الأساتذة المحاضرين من الدرجة-أ- الحاصلين على شهادة الدكتوراه من كل الجامعات المغربية عبر ربوع المغرب من طنجة إلى الكويرة.

*حاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة القرويين بفاس

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي “آشكاين” وإنما عن رأي صاحبها.

50

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x