2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بعد سنوات من المطاردة والعيش في ترف دبي، عاد اسم نور الدين “ديكي”، البارون المغربي البلجيكي الشهير، ليشعل قاعة محكمة أنتويرب مجدداً، حيث يواجه عقوبة ثقيلة تصل إلى 35 سنة سجناً بتهم تتعلق بإدخال 25 طناً من الكوكايين بقيمة 1,2 مليار يورو إلى أوروبا. الرجل الذي كان يوماً أحد أبرز “أمراء الكوكايين” في بلجيكا، بدا هذه المرة بهيئة مختلفة تماماً، بعد أن خسر المثير من الوزن، لكنه لم يفقد هدوءه داخل القفص الحديدي.
ووفق مصادر إعلامية بلجيكية فقد شهدت الجلسة إجراءات أمنية غير مسبوقة، إذ رافق المتهم أربعة عناصر أمنية مدججون بالسلاح وملثمون، ما دفع محاميه إلى الاحتجاج قائلاً: “ضعوا دبابات ومدافع حول المحكمة إن شئتم، لكن هنا داخل القاعة، موكلي يتمتع بقرينة البراءة”. غير أن القضاة رفضوا تقليص الحراسة معتبرين أن الخطر ما يزال قائماً، ليغادر نوردين القاعة بعد ساعة واحدة من الجلسة تاركاً وراءه ضجة إعلامية واسعة.
النيابة العامة لم تتردد في وصف “ديكي” بأنه “عقل مدبر لشبكة عابرة للقارات”، مؤكدة أنه جنَى ما لا يقل عن 197 مليون يورو من تجارته بالمخدرات، وقد يكون الرقم الحقيقي أكبر بكثير. ووفقاً للمحققين، كان المتهم يدير عملياته من شقته الفاخرة في دبي عبر هاتف مشفر، يصدر الأوامر بلهجة حادة إلى “جنوده” في موانئ بلجيكا وهولندا، دون أن يتسامح مع أي خطأ في التنفيذ.
القضية التي توصف بأنها من أخطر ملفات “حرب الكوكايين” في أنتويرب كشفت تفاصيل مذهلة عن حياة الرفاه التي عاشها المتورطون، من ساعات “روليكس” باهضة إلى عمليات تبييض أموال. أما أبرز مساعديه مثل “فرانك ذا تانك” و“بيست” فقد نالوا أحكاماً متفاوتة بالسجن بعد أن كشفت رسائل “Sky ECC” المشفرة خيوط الشبكة بالكامل.
ومع أن فريق الدفاع يسعى لاعتبار الملفات الستة جزءاً من قضية واحدة لتخفيف العقوبة، إلا أن النيابة العامة تصر على تجميعها لطلب أقصى العقوبات. ومع اقتراب الجلسة المقبلة في 14 نونبر، يتابع الرأي العام ببلجيكا والمغرب أيضا باهتمام هذه المحاكمة التي أعادت إلى الواجهة السؤال الكبير: كيف استطاع “بارون دبي” أن يحكم إمبراطورية الكوكايين الأوروبية بلمسة من هاتفه الذهبي؟
