2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أكد المحلل الاقتصادي الدكتور محمد جدري أن الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية باتت تمثل محور ارتكاز جديداً للاقتصاد الوطني والإفريقي، بفضل مؤهلاتها الهائلة في الطاقة التي تضعها في مصاف القوى المنتجة عالمياً.
وكشف جدري خلال استضافته ببرنامج “آشكاين مع هشام” أن القدرة الإنتاجية للمنطقة من الطاقات النظيفة، وتحديداً الشمسية والريحية، تصل إلى ما يعادل 1.64 مليون برميل من النفط يوميا، وهو ما يشكل دافعا أساسيا للاستثمارات الأجنبية الباحثة عن تلبية متطلبات تقليل البصمة الكربونية.
هذا التحول الجذري في المشهد الطاقي يؤكد أن جاذبية الصحراء المغربية تقوم على أسس اقتصادية متينة ومنطق “رابح-رابح”، بعيداً عن أية اعتبارات أخرى ، يضيف المتحدث في ذات البرنامج الذي يبث على منصات آشكاين والتلفزيون البلجريكي مغرب تيفي.
وتكتمل هذه الرؤية الطاقية بطفرة نوعية في البنية التحتية، التي انطلقت منذ عام 2015 بغلاف مالي تجاوز 87 مليار درهم، حيث تعتبر المشاريع اللوجستية محركاً رئيسياً للنمو، وفي مقدمتها ميناء الداخلة الأطلسي، الذي وصفه الخبير بـ”الثورة الاقتصادية الحقيقية” لغرب إفريقيا، إلى جانب الطريق السريع تيزنيت-الداخلة، الذي يسهل حركة السلع والخدمات بكفاءة قياسية ويربط أوروبا بالعمق الإفريقي.
وتتضافر هذه المشاريع مع المزايا الطبيعية للمنطقة، المتمثلة في وفرة الأراضي والعقار بتكاليف منخفضة للغاية مقارنة بالمناطق الشمالية، وثروات الفوسفاط (فوسبوكراع)، والإمكانات غير المستغلة لـالاقتصاد الأزرق على الواجهة الأطلسية الغنية بالصيد البحري، وفق ما قاله جدري.
مشيرا إلى أن التنمية امتدت لتشمل قطاعات حيوية أخرى، حيث يتم الاعتماد على تقنيات تحلية مياه البحر لدعم قطاع الفلاحة والصناعات الغذائية، فيما يشكل المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون ركيزة لتطوير “الاقتصاد الصحي” الذي لا يخدم الساكنة المحلية فحسب، بل يتطلع لاستقبال المرضى من دول جنوب الصحراء الكبرى.
كما أصبحت السياحة، خاصة في مدن مثل الداخلة، يضيف ذات الخبير الاقتصادي، مركزاً جاذباً للاستثمار الأجنبي المباشر بدعم من شركات الطيران منخفضة التكلفة، ما يؤكد أن الأقاليم الجنوبية قد تحولت إلى وجهة اقتصادية متكاملة بفضل الاستراتيجية المغربية التي أعلنت عنها القوى الكبرى داعمة ومشجعة للاستثمارات فيها.
