لماذا وإلى أين ؟

إيطاليا تفتح تحقيقا في رحلات لقنص البشر في سراييفو مقابل 90 ألف دولار

فتحت السلطات الإيطالية تحقيقا في ادعاءات صادمة تفيد بأن أثرياء أوروبيين دفعوا مبالغ طائلة خلال حرب البوسنة في التسعينيات، مقابل “رحلات قنص بشرية” عرفت برحلات “نهاية الأسبوع” للقيام باستهداف مدنيين بينهم أطفال في مدينة سراييفو المحاصرة بهدف الترفيه عن النفس .

وخلال الفترة بين عامي 1992 و1996، قُتل أكثر من 10 آلاف شخص في سراييفو جراء القصف المستمر ونيران القناصة، في ما يعدّ أطول حصار في التاريخ الحديث، بعد إعلان البوسنة والهرسك استقلالها عن يوغوسلافيا.

التحقيق فُتح بعد أن كشف الكاتب الإيطالي إيتسيو غافازيني Ezio Gavazzeni عن معلومات تفيد بأن ما عُرف بـ”سياحة القنص” كان نشاطًا حقيقيًا، شارك فيه “هواة أسلحة أثرياء” من دول غربية متعددة دفعوا ما يصل إلى 90 ألف دولار للحصول على فرصة لإطلاق النار على سكان المدينة و أكد أن من بينهم ألمان وفرنسيون وإنقليز و لم تكن هناك دوافع سياسية أو دينية، بل رغبة في المتعة الشخصية.”

وبحسب رواياته، فإن هؤلاء “القناصين السياح” تعاونوا مع قوات صرب البوسنة خلال حصار سراييفو الذي استمر أربع سنوات بين عامي 1992 و1996، وأسفر عن مقــتل أكثر من 10 آلاف شخص نتيجة القصف والقنص.

الكاتب أوضح أنه بدأ تحقيقه بعد مشاهدته فيلمًا وثائقيًا عام 2022، يتحدث فيه جندي صربي سابق عن أجانب كانوا يصعدون إلى التلال المحيطة بسراييفو “لإطلاق النار على السكان كنوع من الترفيه”.

و قد جمّع الكاتب عدة دلائل من بينها شاهد من الاستخبارات البوسنية يدّعي أنها أخطرت الاستخبارات الإيطالية (SISMI) في بداية 1994 بأن هناك رحلات تنطلق من مدينة Trieste إلى التلال حول سراييفو لقناصة ومفادها أن هؤلاء ليسوا مقاتلين محليين بل “سياح قنص”.
وجولييت في سراييفو”، إذ قُتلا عام 1993 في أثناء محاولتهما عبور جسر، وظلت جثتاهما لعدة أيام في منطقة فاصلة بين مواقع القوات البوسنية والصربية. وانتشرت صورهما على نطاق واسع لتصبح رمزاً لعشوائية ووحشية الحرب.

وأُطلق على الشارع الرئيسي المؤدي إلى سراييفو “جادة ميشا سيليموفيتش” اسم “زقاق القناصة”، إذ كان في غاية الخطورة، لكنه لا يُستغنى عنه لكونه الطريق المؤدي إلى المطار. وكانت نوافذ الحافلات والترام تُحطّم بالرصاص، في حين انتشرت لافتات التحذير من القناصة في كل مكان.

وقال نيكولا بريجيدا، المحامي الذي ساعد غافازيني في إعداد الملف: “الأدلة التي جمعها بعد تحقيق طويل متماسكة للغاية، وقد تفتح الباب لتحقيق جاد لتحديد الجناة. كما يوجد أيضاً تقرير من رئيسة بلدية سراييفو السابقة”.

متابعة

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x