2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
عرف التعاون والتنسيق الأمني بين المغرب وفرنسا في مواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة إشادة قوية من نيكولا ليرنر، المدير العام للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية (DGSE)، عكس التعاون الفرنسي مع الجزائر الذي شهد تراجعا غير مسبوق.
وأكد ليرنر في حوار أجرته معه صحيفة “لو فيغارو”، أن الرباط تٌعتبر “شريكا أساسيا لا غنى عنه في تتبع تحركات الشبكات الجهادية التي تنشط في شمال إفريقيا وشرق القارة”. موضحا أن التعاون “في أفضل مستوياته، ويساهم بشكل مباشر في تفكيك الشبكات الإرهابية ومنع تنفيذ الهجمات داخل أوروبا”.
وأوضح ليرنر، أن “عددا من الجهاديين المغاربيين الناطقين بالفرنسية توجهوا خلال السنوات الأخيرة نحو الصومال للقتال إلى جانب حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة”. مبرزا أن “هذه الظاهرة تثير اهتماما خاصا لدى الاستخبارات الفرنسية، وأن التنسيق مع المغرب يظل من الركائز الأساسية في رصد هذه التحركات والحد من مخاطرها”.
وأكد أن “القارة الإفريقية ما تزال مركز الجهاد العالمي، إذ تتركز الهجمات في منطقة الساحل وبحيرة تشاد ونيجيريا والقرن الإفريقي”، مشيرا إلى أن “الجماعات المتطرفة أصبحت تتمتع بحرية تحرك أكبر منذ انسحاب القوات الفرنسية من بعض دول الساحل، وهو ما يهدد استقرار المنطقة ويمتد تأثيره إلى دول الجوار”.
وأضاف المصدر أن التهديد الإرهابي “لم يختف بل غير شكله”، فبعدما كانت الهجمات تُخطط من الخارج كما وقع في اعتداءات باريس سنة 2015، أصبحت التهديدات اليوم داخلية المنشأ، يقودها أفراد متطرفون على الإنترنت أو خلايا صغيرة مرتبطة بتظيم الدولة ما يجعل عمليات الكشف أكثر صعوبة”.
وأشار ليرنر إلى أن “المديرية العامة للأمن الخارجي تراقب ثلاث ساحات رئيسية تُعد الأكثر خطورة سوريا، والمنطقة الأفغانية الباكستانية، وإفريقيا”، مؤكدا أن “أي استقرار لملاذات جهادية هناك يشكل خطرا مباشرا على أوروبا، ويتيح إمكانية إرسال خلايا جديدة نحو الغرب”.
وبخصوص التعاون الأمني مع الجزائر، كشف مدير الاستخبارات الفرنسية أن العلاقات “شهدت تراجعا غير مسبوق خلال الأزمة الأخيرة، لكنه أكد الحفاظ على قناة تبادل أساسية بين الأجهزة الأمنية. معربا عن “اعتقاده بأن الجزائر كانت ستمد فرنسا بأي معلومة حول تهديد وشيك لأن ذلك يخدم المصلحة المشتركة”.