2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
اعتبارا من الإثنين، يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واشنطن لأول مرة منذ سبعة أعوام ، بهدف السعي وراء ضمانات أمنية أمريكية جديدة، في ظل ضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع المملكة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل .
وتتجه التقديرات إلى أن الرياض لن توافق على التطبيع في هذه المرحلة، إذ وضع الأمير محمد بن سلمان أولوية قصوى للحصول على ضمانات أمنية أقوى عقب الضربات الإسرائيلية في سبتمبر على قطر، الحليف القوي للولايات المتحدة، والتي هزت منطقة الخليج.
وأوضح الباحث عزيز الغشيان من معهد دول الخليج العربية في واشنطن أن أهداف هذه الزيارة تتمثل في “تعزيز التعاون الأمني والدفاعي وتوطيده وتسهيله”.
تأتي هذه الزيارة التي يقوم بها ولي العهد السعودي، البالغ من العمر أربعين عاما، كأول رحلة له إلى الولايات المتحدة منذ حادثة مقتل الصحافي جمال خاشقجي عام 2018 على أيدي عملاء سعوديين، وهي الواقعة التي أثارت غضبا عالميا وأدى إلى توتر في العلاقات بين واشنطن والرياض لفترة وجيزة.
وحافظ الأمير محمد بن سلمان على علاقات ودية مع ترامب، وتعزز هذا الود منذ الاستقبال الباهر الذي حظي به الرئيس الأمريكي الرياض خلال زيارته في مايو، وهي زيارة أثمرت تعهدات باستثمارات تصل إلى 600 مليار دولار.
وتمتد الزيارة على مدى ثلاثة أيام، وتتوج بلقاء ولي العهد بالرئيس ترامب.
ويتزامن وجود الأمير في العاصمة الأمريكية مع انعقاد منتدى استثماري مشترك يركز على قطاعات الطاقة والذكاء الاصطناعي، بحسب موقع الحدث الإلكتروني.
ودعا ترامب المملكة قبيل وصول ولي العهد إلى الانضمام لاتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، واعتبر ذلك هدفا رئيسيا للبيت الأبيض رغم أن مؤشرات الموافقة السعودية تبدو ضعيفة في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأشار ترامب خلال منتدى أعمال في ميامي إلى أن “هناك الكثير من الأشخاص الذين ينضمون إلى اتفاقيات أبراهام ، ونأمل أن نحظى بموافقة المملكة العربية السعودية قريبا جدا”.
ويركز ولي العهد خلال زيارته على انتزاع ضمانات أمنية أمريكية مماثلة لتلك التي حصلت عليها قطر، بعد أمر تنفيذي وقعه ترامب لتعهد الدفاع عنها ضد أي هجمات في أعقاب الغارة الإسرائيلية على الدوحة، وهي صفقة تحرص دول الخليج الأخرى على الظفر بها.
وتسعى الرياض – إلى جانب الحصول على أنظمة دفاع جوي وصاروخي متطورة – لشراء مقاتلات “إف-35” التي تمتلكها إسرائيل حصرا في الشرق الأوسط ، إضافة إلى رقاقات عالية التقنية لدعم طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال موقع “أكسيوس” إن “إسرائيل تريد من ترامب أن يشترط على السعودية تطبيع العلاقات معها من أجل بيع طائرات إف-35 للمملكة”.
وانخرطت المملكة في مشاريع تنويع اقتصادي كبرى شملت مجالات السياحة والترفيه، وسعت في الوقت نفسه إلى تخفيف حدة التوتر الإقليمي بما في ذلك مع إيران التي كانت خصما لدودا.
وأكد الخبير الأمني أندرياس كريغ من كلية كينغز كوليدج في لندن أن نجاح الزيارة يتوقف على قدرة ولي العهد على إرساء إطار دائم للتعاون الأمني مع واشنطن يوفر ردعا ضد إيران ويدعم رؤية المملكة 2030.
في المقابل، ستضغط الولايات المتحدة من أجل تقليص الروابط الحساسة مع الصين، ودفع خطوات ملموسة نحو مسار محتمل مع إسرائيل، مع ضمان أفق سياسي معقول للفلسطينيين.
أ ف ب