2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بدر شاشا
حررنا الصحراء سنة 1975 بفضل حنكة جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، وبفضل الشعب المغربي من طنجة للكويرة. شعب واحد، قلب واحد، يد واحدة. خرج رجال ونساء وشيوخ وشباب في المسيرة الخضراء حاملين القرآن والراية المغربية، لا بحرب ولا بسلاح، بل بإيمان قوي وعقيدة راسخة بأن هذه الأرض أرضنا، تاريخنا، جذورنا، دمنا الممتد من الأطلس حتى رمال العيون والداخلة والسمارة.
اليوم وصل المغرب للعلا، وقف شامخًا، ثابتًا، باقٍ في أرضه ومع إخوانه شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا. مغرب واحد لا يتجزأ، وطن واحد لا يقبل القسمة. من أراد أن يزورنا يجدنا شعبًا مرحّبًا كريمًا، ومن أراد أن يختبر صبرنا سيجدنا صخور الأطلس لا تنكسر، بحرًا هائجًا إذا غضب، وشمسًا لا تغيب عن سمائنا.
نحن خلف الله، خلف العبادة، خلف الوطن الأم، وخلف الملك الذي يقود السفينة بحكمة وثبات. نعمل للخير، نبني، نتطور، نواجه الصعاب بقلوب صابرة مؤمنة وقوية. أرضنا أحبها العالم، بثرواتها أو بدون ثرواتها، بفقرها أو غناها، بحزنها أو بفرحها. لأنها أرض مباركة، فيها سر حب لا يفهمه إلا من عاشها، من لمس ترابها بيده، من شمّ هواءها، من شرب ماءها.
الصحراء لم تكن يومًا قضية نقاش.
الصحراء مغربية قبل التاريخ،
مغربية أثناء التاريخ،
وستظل مغربية بعد التاريخ.
والإسلام ديننا الذي يجمع ولا يفرق، يوحّد ولا يشتت. يقول المسلمون إخوة، فكيف نكون إخوة ونحن نتخاصم ونتباعد ونتشاجر، وتدخل السياسة بين الدم والدين والجوار؟ كيف نسمح للفتنة أن تسكن بيننا ونحن أبناء صلاة واحدة وكتاب واحد؟
نتمنى من إخوتنا في الجوار، جيراننا وأشقّاءنا، أن يصلحوا قلوبهم وأن يراجعوا نواياهم، وأن يفهموا أن العزة لا تأتي بالعداء بل بالمحبة، لا تأتي بالكراهية بل بالسلام، لا تأتي بالافتراء بل بالصدق والاعتراف بالحقيقة.
دين الله واحد
نبيه واحد
كتابنا واحد
وتربتنا في الأصل واحدة
فلماذا ننسى هذا؟
ولماذا نسمح للشيطان أن يفتح بيننا أبوابًا ليست لنا؟
المغرب سيبقى شامخًا
المغرب سيبقى واقفًا
المغرب سيبقى موحدًا
والصحراء ستبقى مغربية إلى الأبد
ومن أراد الحقيقة فليقرأ التاريخ
ومن أراد أن يرى الصدق فلينظر إلى العلم الأحمر يتمايل فوق رمال العيون
ومن أراد أن يعرف قوة المغرب
فلينظر إلى شعبه حين يجتمع
قلب واحد تحت الله
وطن واحد تحت الراية
ملك واحد يقود
ومستقبل واحد نتجه إليه بثبات
الله
الوطن
الملك
الصحراء ليست قضية… الصحراء نبض قلب المغرب
نحن لم ننتظر أحد ليخبرنا أن الصحراء مغربية.
نحن نعرفها كما نعرف أسماء أمهاتنا.
كما نعرف رائحة خبز الدار.
كما نعرف لهجة الريح فوق جبال الأطلس.
الصحراء ليست ملفًا سياسيًا
وليست ورقة مفاوضات
الصحراء روح
والروح لا تُباع
ولا تُناقش
ولا تُقايَض
في سنة 1975، حين وقف العالم يتفرج، خرج المغرب لا بسيوف ولا بدبابات، بل بالقرآن في يد، والراية في اليد الأخرى.
مسيرة خضراء كتبها التاريخ بحبر من نور.
قادها الملك الحسن الثاني رحمه الله
وسار فيها الشعب من الشمال إلى الجنوب
رجال ونساء، صغار وكبار
قلب واحد… وطن واحد… إيمان واحد
نحن لم نأخذ الصحراء
نحن عدنا إليها
رجعنا لحضننا
رجعنا لأرضنا
رجعنا لنبض دمنا
واليوم…
المغرب واقف
شاهق
بشمسه، ببحره، بصحرائه، بجباله
من طنجة إلى لكويرة
راية واحدة لا تنحني
شعب إذا مسّه الريح… هبّت له العواصف من كل الجهات
نحن لا نصرخ كي نُسمع
نحن نبتسم لأننا نعرف الحقيقة
والحقيقة لا تحتاج شرح
الصحراء مغربية
أمس
واليوم
وغدًا
وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
نحن لا نكره أحد
ولا نحمل العداء لأحد
نحن نقول فقط:
احترمونا كما نحترمكم
لا تفتحوا باب الفتنة
فنحن إذا صبرنا… فصبر الجبال
وإذا غضبنا… فغضب البحر حين يثور
نقول لإخوتنا في الجوار
الدين واحد
الشهادة واحدة
القبلة واحدة
فلماذا نصنع حدودًا في القلوب؟
الإسلام ليس كلمات
الإسلام أخوة
الإسلام سلام
الإسلام يد تمتد
لا يد تصفق للعداوة
افهموا هذا
واقتربوا
فالمغرب لا يطرد أخاه
لكن لا يقبل من يؤذيه
نحن شعب إذا أحب، أحب بصدق
وإذا وقف، وقف بثبات
وإذا قال الله الوطن الملك
قالها من قلب لا يهتز
الصحراء ليست علمًا مرفوعًا فقط
الصحراء دم
الصحراء نبض
الصحراء قسم
الصحراء قلب المغرب
ومن أراد أن يجرب قوة هذا القلب
فليقترب…
وسيـعرف أن المغرب لا يُهزم.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.