لماذا وإلى أين ؟

اقتناء المغرب إف-35 يقلق الجارة الإسبانية

في خضمّ سباق التسلّح المتسارع في منطقة المغرب الكبير، يثير دخول المغرب في مفاوضات متقدمة مع الولايات المتحدة لاقتناء مقاتلات F-35 قلقاً واضحاً لدى الجارة الإسبانية، التي تتابع التطورات العسكرية جنوبها عن كثب. 

وحسب تقرير لصحيفة “إل بيريوديكو” الإسبانية، فإن حصول الرباط على هذا الطراز المتطور – والمصمم للتخفي وتجاوز الرادارات – سيمنحها قدرة غير مسبوقة على تغطية المجال الجوي القريب من جزر الكناري ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، إضافة إلى إمكانية الاقتراب من الأجواء الجنوبية لإسبانيا دون رصد مبكر، وهو سيناريو يشغل دوائر صنع القرار في مدريد.

وتشير الصحيفة إلى أن الصفقة المحتملة، التي قد تشمل 32 طائرة بقيمة تفوق 17 مليار دولار، ستجعل المغرب أول دولة عربية وإفريقية تشغّل مقاتلات F-35، ما يعزز موقعه الجوي بشكل كبير مقارنة بالجزائر التي تعتمد على مقاتلات “سوخوي” الروسية. وترى مدريد أن امتلاك الرباط لطائرات فائقة التطور كهذه يغيّر موازين القوى في المنطقة، خاصة مع ما توفره من ميزات تكنولوجية مثل قدرات التخفي، وأنظمة الاستشعار المتقدمة، والهجوم خارج مدى الرؤية، والاندماج في شبكات القتال الحديثة.

وتوضح “إل بيريوديكو” أن هذا التوجه المغربي يأتي ضمن استراتيجية أشمل لتعزيز الإنفاق العسكري وتطوير الدفاع الجوي، وهو ما يظهر جلياً في مشروع قانون مالية 2026 الذي يرفع ميزانية الدفاع إلى مستويات غير مسبوقة، مع التزام مالي مستقبلي يبلغ 157 مليار درهم وزيادة سنوية تقارب 18%. ويمثل هذا الاستثمار حوالي 3.4% من الناتج الداخلي الخام، وهي نسبة تفوق بكثير متوسط الإنفاق الدفاعي الأوروبي، ما يعزز مخاوف مدريد من تحوّل التوازن العسكري جنوب المتوسط بسرعة لافتة.

في المقابل، كانت إسبانيا قد درست بدورها خيار اقتناء مقاتلات F-35، لكنها تراجعت عنه خلال الصيف الماضي، مفضّلة دعم الصناعة الدفاعية الأوروبية والاستثمار في برنامج FCAS المنتظر دخوله الخدمة سنة 2040. ورغم تعزيز أسطولها بـ 45 مقاتلة Eurofighter، يجد الجيش الإسباني نفسه – وفق الصحيفة – أمام فجوة تقنية مقارنة بخيارات المغرب الأميركية، ما يدفعه للتفكير في بدائل أقل تقدماً مثل المقاتلة التركية Kaan، رغم أن أداءها لا يزال محل شك.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x