2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مصرع مغربيَّين بعد انقلاب قارب “فانتوم” خلال عاصفة قوية بسواحل قادس
لقي شابّان مغربيّان مصرعهما عقب انقلاب قارب سريع من نوع “فانتوم” بحر الأسبوع المنقضي قبالة سواحل قادس الإسبانية، في حادث مأساوي وقع خلال العاصفة البحرية الأخيرة التي ضربت المنطقة. الحادث الذي ارتبط بأنشطة التهريب البحري أضاف اسميهما إلى قائمة ضحايا هذا العالم الخطير الذي لا ينجو فيه لا المهرّبون ولا من يطاردونهم. وقد عُثر صباح الجمعة على القارب منجرفاً إلى شاطئ “لا فيكتوريا”، فيما ظلّ ثلاثة من ركابه في عداد المفقودين، بينهم شاب من الجزيرة الخضراء وآخران من المغرب.
ووفق مصادر إعلامية إسبانية فقد حلّ أفراد من عائلات المفقودين بمدينة قادس في اليوم الموالي، وسط طقس عاصف، باحثين بيأس على شاطئ هائج لا يرحم أحداً. الغضب كان يسود ذوي الضحايا، الذين لم يستوعبوا رواية قائد القارب الذي قال إنه فقد السيطرة بعد موجة قوية أطاحت بالثلاثة ليلاً وسط ظلام دامس وبحر هائج حال دون العثور عليهم مجدداً. وبحسب معطيات متطابقة، فإن السقوط من تلك القوارب السريعة ليس أمراً سهلاً بسبب وضعية الجلوس الضيقة وثبات الركاب الذين عادة ما يكونون ملتصقين بمقاعدهم.
وبعد ثلاثة أيام من البحث دون جدوى، أعلنت مصالح الإنقاذ البحري الإسبانية وقف العملية، والاكتفاء بإرسال تحذيرات للرُّبابنة في حال رصد أي شيء على سطح البحر. وكانت سفينة الإنقاذ “سُهيل” قد جابت أكثر من 150 ميلاً بحرياً خلال أربعة أيام في ظروف استثنائية بلغت فيها قوة الرياح 45 عقدة وارتفاع الأمواج أربعة أمتار، لتتواصل العملية بمشاركة مروحية “هليمير 206” وسفينة “ماريا ثامبرانو”.
وتعود تفاصيل الحادث إلى تلقي السلطات الإسبانية إشعاراً بسقوط ثلاثة أشخاص من القارب السريع على بُعد يفوق ميلين بحريين من محيط “قلعة سان سباستيان”، في وقت عصفت بالمنطقة “العاصفة كلوديا”. ورغم التحسن الطفيف الذي سُجّل الأحد، فإن الأحوال الجوية القاسية خلال الأيام الماضية عقدت مهمة البحث، في مشهد يعكس الأخطار التي يواجهها كل من يعمل أو يُستدرج للعمل في هذا النوع من الأنشطة غير القانونية.
ورغم الحظر المفروض منذ 2018 على استخدام هذا النوع من القوارب التي تستعمل عادة لأغراض التهريب، فإن هذه “الفانتومات” لا تزال تجوب مياه مضيق جبل طارق مثل آلات جامحة، تظل محركاتها في حالة تشغيل دائم خوفاً من الانطفاء أو الملاحقة. وبينما ينجح بعض أفراد شبكات التهريب في التأقلم مع ظروف البحر القاسية، كثيرون يواجهون نهاية مأساوية عندما تشتد العواصف وتتحول المقامرة بالحياة إلى الثمن النهائي مقابل بضع آلاف من اليوروهات.