2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
تقرير يكشف تفاصيل الشراكة المتصاعدة بين المغرب وإسرائيل في الاقتصاد والأمن وعلاقته بإيران و”البوليساريو”
ذكر تقرير تحليلي أن العلاقات بين إسرائيل والمغرب قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، واصفا إياها بـ “الشراكة الناجحة”.
وتناول التقرير الصادر عن منصة “مفاتيح الشرق الأوسط”، تاريخ العلاقات بين البلدين التي اتسمت بـ”التعاون أكثر من العداء”، نظرا لوجود جالية يهودية مغربية كبيرة في إسرائيل (تُمثل ما يقرب من 7% إلى 10% من السكان)، واستمرار الاتصالات السرية وشبه الدائمة بين البلدين منذ تأسيس إسرائيل.
وذكر التقرير أن المغرب، على الرغم من مواقفه العربية الرسمية، نسق ”سرا” مع السلطات الإسرائيلية لتمكين هجرة ما يقرب من 80 ألف يهودي مغربي خلال “عملية ياخين” بين عامي 1961 و1964.
وأشار إلى أن العلاقات العلنية انقطعت رسميا سنة 2000 بسبب الانتفاضة الثانية، إلا أن التبادل الاقتصادي والأمني غير الرسمي استمر في النمو خلال الـ 20 سنة التالية، مما مهد لتوقيع المغرب على “اتفاقيات إبراهيم” في دجنبر 2020، والذي صاحبه اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء.
وزاد تقرير المنصة التي تديرها الباحثة في التاريخ خريجة السوربون لوسي شيني أودين، على أن التعاون الإسرائيلي المغربي قد شهد تسارعا كبيرا بعد الاتفاقيات، وتضاعف حجم التجارة بين البلدين في 2021 مقارنة بالعام السابق، مع طموح معلن لمضاعفة التجارة أربع مرات لتصل إلى أكثر من 500 مليون دولار سنويا.
وأكد التقرير أن الاتفاقيات شملت قطاعات حيوية مثل إنتاج طاقة الرياح، والزراعة، والنقل، وإقامة مجلس أعمال مشترك، بالإضافة إلى إطلاق خطوط جوية مباشرة بين الرباط وتل أبيب في يوليوز 2021.
وأضاف التقرير أن المجال الأمني هو المجال الأكثر ازدهارا، مدفوعا برغبة المغرب في تعزيز قدراته العسكرية لمواجهة المنافسين الإقليميين مثل الجزائر وتهديدات جبهة البوليساريو.
وأوضح التقرير أن التعاون الأمني بلغ ذروته بالتوقيع على مذكرة تفاهم عسكرية بين وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس والمغرب في نونبر 2021، وهي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل مع دولة عربية.
وسمحت المذكرة بتبادل المعلومات الاستخباراتية، والروابط بين الصناعات الدفاعية، وإجراء تدريبات مشتركة، حيث شاركت إسرائيل للمرة الأولى في مناورات “الأسد الأفريقي” في يونيو 2022.
ولفت التقرير إلى أن التعاون استمر حتى مع حرب غزة، حيث أعلنت إسرائيل اعترافها بمغربية الصحراء في يوليوز 2023، ووصلت مبيعات الأسلحة الإسرائيلية إلى المغرب، بما في ذلك طائرات بدون طيار وأنظمة مدفعية متطورة، إلى ما مجموعه 2 مليار دولار منذ اتفاقيات إبراهيم، بالإضافة إلى الإعلان عن بناء مصنع إسرائيلي للطائرات بدون طيار محلياً في المغرب.
وأشار التقرير إلى حيازة مقاتلي ”البوليساريو” لمعدات عسكرية إيرانية، بما في ذلك طائرات مسيرة وصواريخ أرض-جو وقذائف هاون، يتم شحنها عبر الأراضي الجزائرية. كما كشف عن تعاون عسكري بين إيران والبوليساريو امتد إلى سوريا.
واعتبر التقرير أن وجود ”البوليساريو”، وخصوصا ارتباطها بإيران، دفع إسرائيل في زيادة مبيعات الأسلحة والمساعدة في تعزيز قدرات الجيش المغربي لمكافحة حركة مدعومة من إيران.
ويرى التقرير أن مساعي المغرب لمواجهة ”البوليساريو” المرتبطة بإيران جعلت من “المنطقي والسهل” لإسرائيل أن تعترف بمغربية الصحراء في يوليوز 2023.