2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
شهدت الجلسة الأسبوعية لمجلس النواب، اليوم الاثنين 24 نونبر الجاري، مواجهة سياسية حادة بين البرلمانية فاطمة التامني ووزيرة إعداد التراب الوطني والإسكان فاطمة الزهراء المنصوري، حول حصيلة إعادة الإعمار بعد أزيد من سنتين على الزلزال.
في سؤال موجه للحكومة، طالبت البرلمانية فاطمة التامني بكشف خطة واضحة لإنهاء معاناة الضحايا، قائلة: “عن معاناة ضحايا الزلزال لأكثر من سنتين، هل لديكم خطة استعجالية لمعالجة المشكل؟”
من جهتها شددت الوزيرة المنصوري في ردها على ضرورة الابتعاد عن الخطابات العامة، مؤكدة أنها تؤمن بلغة الأرقام: “هذا سؤال مهم ولا يجب أن نأتي للبرلمان ونطلق الشعارات، أنا أؤمن بلغة الأرقام كثيرا، وهي لغة واقعية.”
وكشفت الوزيرة عن معطيات بشأن الأشغال المنجزة منذ وقوع الزلزال، مضيفة، “عمل كبير تم القيام به منذ الزلزال، بعد الإحصاء الأولي حددت 170 ألف بناية، وحددت 26.798 مسكنا معنيا، وبعد الإضافات والملتمسات تم تحديد 58.968 بناية.”
وأبرزت المنصوري أن الحكومة تشتغل بشكل متواصل: “كان هناك عمل دائم من طرف الحكومة واجتماعات متواصلة، كنا نهبط لأرض الميدان ولم نكن نغلق علينا في المكاتب. نحن نعرف أكثر من أي واحد.” وتابعت، “أنا كنت في مراكش عندما ضرب الزلزال.”
وبخصوص الأسر التي لم تُحل ملفاتها بعد، قالت المنصوري: “بقي تقريبا 4000. ما هي وضعيتهم؟ هم أناس يقطنون في دواوير عليها خطورة ولا يمكن أن نبقيهم في نفس المكان.”.
وتساءلت المنصري بلهجة حادة: “هل من أجل إرضائكم أبني للناس في أماكن سيسقط عليهم فيها الحجر؟ لا يمكن. قليل البلدان التي دبرت بهذه الطريقة.”
وفي تعقيبها، اعتبرت البرلمانية فاطمة التامني أن رد الوزيرة يفتقد لمبدأ الإنصاف، وقالت: “المطلوب اليوم ليس إرضاءنا، لكنك مطالبة بالقيام بواجبك وتحقيق الإنصاف والكرامة للضحايا”.
وأضافت التامني، “أنتم من يتحدث بالشعارات، أنتم حولتم كرامة الناس لأرقام على الورق.”
ووجهت التامني انتقادات حادة لأداء الحكومة، معتبرة أن احتجاجات السكان مشروعة: “ضحايا الزلزال حين يحتجون فهم لا يقومون بالسياحة.” وتابعت: “يجب أن تعرفي المعاناة التي يعاني منها سكان أداسيل وأزرو وسكوفة وتاتصغارت وأمزميز وأغبار وعشرات الدواوير.”
وأكدت أن استمرار الوضع لأكثر من سنتين ونصف أمر غير مقبول: “لا يعقل أن يكون المشكل لازال قائماً. اليوم أرامل لازلن في العراء. لاحظنا ملاعب بنيت في سنتين، والناس منازل بسيطة تنتظرها منذ سنتين ونصف.”
وخلال النقاش، تدخل رئيس فريق الأصالة والمعاصرة أحمد التويزي للدفاع عن الوزيرة، مثمنا مجهوداتها ومجهودات الحكومة، ومعترفاً بوجود بعض الإكراهات. غير أن تدخله أثار اعتراض التامني التي قالت إن القانون واضح: “الوزير يرد على جواب الوزيرة، وليس من حقه الرد على تعقيبات النواب.”
الوزيرة المنصوري عادت للتعقيب على الانتقادات، موضحة صعوبة تضاريس المناطق المنكوبة: “الظروف صعبة والمنطقة بحاجة للطرق، وهناك أماكن تحتاج لبغلة لتصل لها مواد البناء.” وذلك في رد غير مباشر على ملاحظة التامني بشأن سرعة بناء ملاعب في مناطق أخرى.