2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أثار وزير التربية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، الجدل من جديد بعد تصريحه أنه ليدرس جيدا “أرسله والده لبلاد بعيدة”، وذلك خلال لقاء حزبي للتجمع الوطني للأحرار بميسور، يوم الأحد الماضي.
ودفع هذا التصريح، إضافة إلى تصريحات أخرى أطلقها الوزير برادة خلال ذات اللقاء، عددا من الفاعلين التربويين إلى اعتبار أن الوزير “يبخس المدرسة العمومية” ويوجه الأسر نحو بدائل لا يستطيع معظم المغاربة تحملها.
في معرض حديثه أمام عدد من المواطنين ضمنهم قادة في حزب التجمع الوطني للأحرار، استعاد الوزير جزءا من سيرته الدراسية قائلا: “لأدرس جيدا أرسلني أبي لبلاد بعيدة، ولم يسبق لي قبل ذلك أن خرجت من المنزل”، قبل أن ينتقل إلى تقديم نصائح مباشرة للأسر بخصوص اختيار مدارس أفضل لأبنائها.
وفي معرض دفاعه عن تجربة المدارس الرائدة في المغرب قال الوزير إن إحدى السيدات في ضواحي الدار البيضاء أخبرته بأنها “تقطع كل يوم نصف ساعة لأوصل ابنتي للمدرسة الرائدة”، بينما فضلت أمهات أخريات البقاء في مدرسة قريبة لكنها “غير رائدة”.
وأضاف الوزير موجها كلامه للآباء: “ابحثوا عن المدرسة الجماعاتية التي تدرس جيدا وتابعوا أبناءكم في الأماكن التي فيها الأساتذة الجيدين”.
واعتبر الوزير أن قرب المدرسة من البيت لا يجب أن يكون معيارا، وتابع، “يمكن تقريب المدرسة من الدوار والجماعة لكن هل سيأتيك الأستاذ الجيد؟”.
واستطرد الوزير، “اذهب وابحث عن مكان تواجد الأستاذ الجيد وفكر هل ابنك سيحصل على البكالوريا عوض أن تبحث عن أن تنقص عليه ربع ساعة من النقل”.
هذه التصريحات لم تمر دون رد أغضبت عددا كبيرا من ناء ورجال التعليم، حيث تناقل بعض الصفحات ومجموعات التواصل تصريحات الوزير، مرفوقة ببعض التعليقات المنددة.
الفاعل التربوي عبد الوهاب السحيمي، اعتبر أن ما قاله الوزير بخصوص “الدراسة في بلد بعيد” يعيد إلى الأذهان تصريحات سابقة لوزير العدل عبد اللطيف وهبي، الذي افتخر أنه أرسل إبنه للدراسة في كندا.
وقال السحيمي، ضمن تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية: “الوزير لا علاقة له بقطاع التربية الوطنية ويعتقد أن كل المغاربة يملكون الإمكانيات”، مضيفا أن الوضع الحالي يجعل المغرب أمام وزير “يبخس التعليم العمومي ويشجع القطاع الخاص”.
وشدد السحيمي على أن الوزير كان يفترض أن يقدم نموذجا إيجابيا عن المدرسة العمومية، قائلا: “من المفروض على الوزير أن يكون فخورا بالتعليم العمومي، وأن يقول أنا درست في التعليم العمومي، وحتى إن لم يدرس فيه عليه أن يصمت”، قبل أن يتابع، “كأننا أمام وزير الصحة يتداوى في الخارج”.
وانتقد السحيمي بشدة توجيه الأسر نحو إرسال أبنائها خارج البلاد أو نحو مؤسسات ذات كلفة مرتفعة، قائلا: “الحكومة قدمت وعودها بإصلاح التعليم، وبعد أربع سنوات يوصينا وزير التربية الوطنية بالتعلم خارج المغرب”، معتبرا ذلك “إقرارا بالفشل”.
وبخصوص دعوة الوزير للآباء إلى البحث عن المدارس الرائدة، تساءل السحيمي، “كم من مدرسة للريادة لدينا في المغرب؟ في التعليم الابتدائي لا تغطي حتى 50 في المائة”.
واعتبر الفاعل التربوي أن كلام الوزير يعني عمليا أن الوزارة “تظلم” ملايين التلاميذ الذين لا يصلون إلى هذه المؤسسات، و “هو اعتراف أن الوزارة تظلم 4 أو 5 ملايين تلميذ لم يجدوا المدرسة الرائدة”.
وتساءل المتحدث ذاته عن جدوى هذا النموذج أصلا، “من قال إن المدارس الرائدة أفضل؟ واليوم هناك حالات من أولياء أمور تنقل أبناءها من المدارس الرائدة إلى المدارس العادية”، مضيفا أن كتب هذه المدارس “غير متوفرة ونحن في نهاية نونبر”.
وعاد السحيمي لطرح سؤال آخر مرتبط بالقطاع الخاص، مستفهما “لماذا لم تعتمد مدارس القطاع الخصوصي تجربة المدارس الرائدة؟ ولا مدرسة خصوصية واحدة تبنت هذه التجربة، لماذا؟ “
ويرى السحيمي أن توصية الوزير للأسر بالبحث عن “الأستاذ الجيد” تمثل إدانة غير مباشرة للأساتذة، “لماذا تم توظيف هذا الأستاذ إذا لم يكن كفؤا؟”.
وشدد الوزير أن “هذا التصريح يضرب في رجال ونساء التعليم… واعتراف أن الوزارة مسؤولة عن مصير التلاميذ الذين يدرسون عند الأستاذ الضعيف”.
ويرى السحيمي أن خطاب الوزير يوحي بأنه “رجل مقاولة وليس رجل تربية يريد الترويج لمنتوج معين”، مؤكدا ان “نتائج التعليم لا يمكن أن تظهر في سنة أو سنتين… والإصلاح يحتاج لـ20 سنة لنتمكن من الحكم عليه إن كان ناجحا”.
كائن كهذا يتم وضعه كوزير للتعليم يعتبر إساءة للمغرب ولتاريخه ولسمعته ومكانته ويجعل المغرب مسخرة ومادة دسمة للسخرية . فكيف يعقل لرجل أعمال صاحب شركة حلويات يتهجى في اللغة العربية لا يفقه إلا في جمع المال والأرباح كيف تسلم له حقيبة وزارة التعليم ؟ يجب تعديل مسطرة إختيار الوزراء . أول شرط يجب أن يكون متخصص في مجاله .
العبث و عشوائية التسيير!!
طبعا غالبية الصحافة تكتفي بالتصفيق احيانا او السكوت!!
هنا يحق لنا كمواطنين ان نرفع تحديا للتاريخ!!
هل سيبقى الحال كما هو عليه إذا تغيرت الأحزاب المشكلة للاغلبية؟؟
كان تشكل الحكومة من أحزاب المعارضة مثلا!!
طبعا سيطلق العنان للنقد و لتسهيل وصول المعلومات و تفعل ازرار النقابات الخ!!