2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أثارت تصريحات فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة (البام)، حول تأجيل عقد المجلس الوطني للحزب، تساؤلات كثيرة بشأن الأسباب الحقيقية وراء القرار، مما وضع القيادة في موقف دفاعي إزاء اتهامات ضمنية بالتناقض وعدم المصداقية.
وفي محاولة لتوضيح ملابسات تأجيل المجلس، قدمت المنصوري تبريرين مختلفين بشكل متتال، حيث أكدت في البداية أنها تلقت اتصالا عاجلا من رئيسة المجلس الوطني، نجوى كوكوس، قبل يوم من الموعد المقرر، مشيرة إلى أن التأجيل جاء بدافع “ظروف صحية قاهرة” ألمت بالرئيسة، تضمنت السعال وحاجتها لإجراء فحص طبي. وشددت المنصوري على أن التبرير كان متعلقا بوضع الرئيسة الشخصي وتم بالتنسيق مع عضو القيادة القيادة الجماعية للحزب، المهدي بنسعيد.
إلا أن المنصوري عادت، في نفس التصريح، لتقدم سببا آخر لا علاقة له بالملف الصحي، حيث أرجعت التأجيل إلى دوافع لوجستية بحتة، موضحة أن التاريخ المختار لانعقاد المجلس الوطني تزامن مع فترة تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية (الكان)، مما أدى إلى امتلاء الفنادق وصعوبة بالغة في تأمين الإقامة، وخلصت إلى أن القرار اتخذ بانتظار انتهاء البطولة.
هذا التضارب في التبريرات، الذي انتقل من أسباب صحية قاهرة وشخصية إلى دوافع تنظيمية ولوجستية تتعلق بتوافر الفنادق، للتشكيك في مصداقية الرواية الرسمية التي قدمتها المنصوري، وتغذية الفرضيات القائلة بوجود خلافات عميقة أو أزمات تنظيمية داخلية سعى الحزب لتجنبها عبر التأجيل.
ورغم محاولة المنصوري الدفاع عن الحزب، مؤكدة أن “البام” ”قوي ومبني على قيم ولا يخشى تغيير قياداته، وأن الخلافات إن وجدت لا تكون سرا”، إلا أن تداخل وتضارب أسباب التأجيل يضعها أمام مسؤولية توحيد خطابها وتقديم توضيح نهائي وشفاف لإنهاء الجدل حول صحة الأسباب المعلنة، بدل تقديم تبيري وتكذيبه بتبرير آخر.