لماذا وإلى أين ؟

معتقل سابق في حراك الريف يقاضي علي المرابط

عاد الجدل داخل أوساط نشطاء حراك الريف ليتجدد خلال الأسابيع الماضية، بعد إعلان المعتقل السابق في الحراك، المرتضى اعمراشن، اللجوء إلى القضاء البلجيكي ضد الصحافي المقيم بالخارج علي المرابط، وذلك إثر ما اعتبره الأخير “تشهيرا وإساءة” في حلقات وتدوينات نشرها المرابط على منصاته الإلكترونية.

وكشف اعمراشن أنه توصل بمراسلة رسمية من مكتب المدعي العام في بروكسيل بشأن الشكاية التي رفعها.

وأكد اعمراشن، في تدوينة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي، أنه سيحضر الأسبوع المقبل لجلسة استماع أولية أمام القضاء البلجيكي ببروكسيل، مشيرا إلى أن الملف دخل مساره القانوني بعد تسجيل الشكاية.

ويأتي هذا التطور ليزيد من حدّة السجال بين الطرفين، ويمنح الخلاف بُعداً قانونياً بعدما ظل لأسابيع محصوراً في تبادل الاتهامات عبر الفضاء الرقمي.

وتعود جذور هذا الصراع إلى هجوم علي المرابط على ناصر الزفزافي عقب الكلمة التي ألقاها الأخير في جنازة والده بالحسيمة، والتي شكر فيها المندوب العام لإدارة السجون محمد صالح التامك على تسهيل حضوره للمراسم.

هذا الموقف فجّر موجة غضب واسعة في صفوف نشطاء الحراك، الذين اعتبروا أن توجيه الهجوم لشخص داخل السجن “انعدام للأخلاق” لكونه غير قادر على الرد أو الدفاع عن نفسه.

وتصاعد التوتر حين خصّص المرابط تدوينات وفيديوهات هاجم فيها عدداً من نشطاء الحراك، بينهم اعمراشن، وهو ما دفع الأخير إلى الرد بقوة، متهماً المرابط بالسعي إلى “ضرب رمزية الزفزافي” عبر حملات منظمة. وتواصل هذا التوتر مع سحب اسم المرابط من ندوة بمهرجان بفرنسا بعد اعتراض فعاليات ريفية، الأمر الذي اعتبره المرابط “مسّاً بحرية التعبير” و“رقابة غير مبررة”.

وفي خضم هذا السجال، دافع المرابط عن موقفه قائلاً إن انتقاده للزفزافي يدخل في نطاق “الحق المشروع في التعبير”، مستحضراً تدوينته المثيرة التي قال فيها إن الزفزافي “يشكر من أمر بتعريته سنة 2017”، في إشارة إلى الفيديو الذي أُثير جدل واسع حوله حينها. غير أن هذا الخطاب لم يلقَ قبولاً لدى نشطاء الحراك، الذين اعتبر بعضهم أن الزفزافي عبّر خلال جنازة والده عن موقف وطني واضح ظل ثابتاً منذ بداية ما يعرف بـ”حراك الريف”.

وتوالت ردود النشطاء على المرابط، إذ اعتبر عدد منهم أن الهجوم على الزفزافي لا يخدم النقاش العمومي، بينما شدد آخرون على أن قرار تمكينه من حضور جنازة والده هو قرار سيادي لا علاقة للتامك باتخاذه. كما رأى بعض المعلقين أن كلمة الزفزافي حول وحدة المغرب كانت مؤلمة لكل من حاول توظيف الحراك في اتجاهات انفصالية أو خارج سياقه الحقيقي.

ويرى متابعون أن لجوء اعمراشن إلى القضاء الأوروبي يشكّل منعطفاً جديداً في هذا الخلاف، بعدما انتقل من الفضاء الافتراضي إلى أروقة المحاكم.

ويُنتظر أن تكشف الإجراءات المقبلة عن المسار الذي سيتخذه الملف، في وقت ما تزال قضية معتقلي الريف والتفاعلات المرتبطة بها حاضرة بقوة في النقاش العمومي داخل المغرب وخارجه.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x