2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
شهدت مدينة طنجة، صباح الأحد، اضطراباً كبيراً في حركة المرور بعد أن تسببت 37 ميليمتر فقط من التساقطات المطرية في غمر عدد من المحاور الطرقية الحيوية بالمياه، وعلى رأسها مدار الضحى بمنطقة العوامة، أحد أهم مداخل المدينة.
المشهد وفق متتبعين للشأن المحلي أعاد إلى الواجهة أسئلة حارقة حول نجاعة مشاريع حماية المدينة من الفيضانات، رغم الميزانيات الضخمة التي رُصدت لها خلال السنوات الماضية.
وتفاجأ المواطنون بارتفاع منسوب المياه في مدة قصيرة، ما أدى إلى عرقلة السير وتعطيل حركة السيارات والحافلات، وسط استياء واسع من عودة سيناريو الإغراق بمجرد أولى أمطار فصل الشتاء. سكان منطقة العوامة وبني مكادة ومحيطها اعتبروا أن الوضع يكشف اختلالات في البنية التحتية وفي فعالية القنوات التي يُفترض أن تستوعب كميات أكبر من المياه.
وتجدر الإشارة إلى أن طنجة استفادت خلال العقد الأخير من مشاريع كبرى لحمايتها من الفيضانات، تجاوزت كلفتها 300 مليون درهم، وشملت تهيئة وادي العوامة في مقطعه السفلي، وتأهيل روافد وادي بوخالف بكل من الزياتن والسمار، إضافة إلى أشغال تهيئة وادي مشلاوة وواد بوحوث، فضلاً عن تمديد القناة الرئيسية لوادي مغوغة. غير أن الواقع الميداني يطرح علامات استفهام حول مردودية هذه الاستثمارات الضخمة.
وتطالب فعاليات مدنية وسكان الأحياء المتضررة بفتح تحقيق شامل في أسباب عودة الفيضانات بهذه السرعة، وتقييم فعلي لمدى احترام معايير إنجاز المشاريع السابقة، داعين الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإعادة هيكلة قنوات الصرف وتجاوز الأعطاب التقنية قبل حلول التساقطات الأكثر غزارة خلال فصل الشتاء.