خبير يبرز خلفيات إعلان جبهة “البوليساريو” العودة لطاولة التفاوض

عبرت جبهة “البوليساريو” بشكل صريح عن نيتها والاستعداد لاستئناف المفاوضات مع المغرب بشأن ملف نزاع الصحراء.

وأكد المكلف بالعلاقات الخارجية للجبهة الانفصالية، في تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، أن البوليساريو مستعدة للعودة إلى طاولة التفاوض مع المغرب حول مستقبل الصحراء، وهي تنتظر تحديد الجدولة الزمنية لإطلاق العملية، إذ سيتم ذلك إبان التواصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، “ستيفان دي ميستورا”، أو أثناء قيامه بزيارة لاستكمال المشاورات في هذا الجانب ووضع برنامج عمل.

وأثارت التصريحات الجديدة الصادرة عن قيادة الجبهة، جدلا وتساؤلات واسعة حول دلالات تغيير نبرة خطابها وتليينه، وقبولها بالمفاوضات، في إطار القرار الأممي الداعم لمبادرة “الحكم الذاتي” المُقدم من طرف المغرب كحل نهائي للنزاع.

الخبير في الدراسات السياسية والاستراتيجية، محمد شقير، اعتبر أن هذا الإعلان نتيجة للتطورات الأخيرة المرتبطة بـ “أن القرار الأممي الذي كرس مبادرة الحكم الذاتي كاطار لأي تفاوض وحل واقعي لهذا النزاع المفتعل قد اربك حسابات الجبهة سيما بعد أن تجنبت الجزائر أي مشاركة في التصويت حيث اعتبر ذلك بمثابة تخلي سياسي عن الجبهة”.

وأضاف شقير في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أن “الارتباك وسط قيادة جبهة البوليساريو قد تزايد في ظل الضغوط التي تمارسها إدارة ترامب لإسراع الأطراف المعنية للجلوس إلى مائدة المفاوضات خاصة وأن بعض النواب الامريكيين ما زالوا يلوحون بادماج الجبهة ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية مما قد يفقدها اي صفة تمثيلية”.

ومن دلالات هذا الإعلان، يعتير ذات الخبير في القضايا الاستراتيجية أن “قرار المفوضية الأوربية باعتبار منتجات الأقاليم الصحراوية ضمن صادرات المملكة الوطنية قد زاد من أضعاف موقف الجبهة إلى جانب تأسيس منظمات صحراوية منافسة للجبهة تساند الحكم الذاتي يزيد من تقليص احتكار الجبهة لتمويل الصحراويين”.

وخلص ذات المتحدث إلى أن “هذا الوضع هو الذي يفسر هذه التصريحات التي عوضت التصريحات الأولى التي تشبثت بها قيادة الجبهة بموقفها التقليدي”، مشددا في ذات الصدد أن ثهذا لا يعني إمكانية أن تكون هذه التصريحات عبارة عن مناورة لربح الوقت وتجنب الإصدار المباشر مع التحركات التي تقوم إدارة ترامب لحل هذا النزاع”.