2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أظهر تقرير لموقع “ذا أفريكان إكسبونت”، أن المغرب احتل المرتبة الثامنة بين أكبر المصدرين داخل إفريقيا لعام 2025. وقد بلغت صادرات المغرب نحو 3.02 مليارات دولار موجهة للأسواق الإفريقية خلال 2024، مدعوما بمكانته العالمية في الفوسفات والأسمدة، إضافة إلى توسع صادراته في السيارات، المنسوجات، المنتجات الكهربائية ومواد البناء.
وحسب التقرير فإن ميناء طنجة المتوسط يلعب دورا محوريا في تعزيز موقع المغرب كفاعل صناعي ولوجستي في إفريقيا، إذ يربط المناطق الصناعية الحرة في طنجة والقنيطرة والدار البيضاء بشبكة النقل البحري والبري داخل القارة وخارجها، ويسهّل وصول الصادرات بسرعة وكفاءة، ويخفض تكاليف النقل ويعزز القدرة التنافسية للمغرب.
المحلل الاقتصادي إدريس الفينة، رئيس مركز المستقبل للتحليلات الاستراتيجية، قال إن “احتلال المغرب للمرتبة الثامنة ضمن أكبر المصدّرين داخل القارة الإفريقية، بصادرات بلغت 3.02 مليارات دولار نحو أسواق إفريقيا خلال سنة 2024، ليس نتيجة ظرفية بل يعكس تحولا هيكليا في بنية الاقتصاد المغربي”.
وأوضح الفينة في تصريح لجريدة “آشكاين” أن هذا التقدم “يرتبط أولا بتنوع القاعدة التصديرية، حيث لم يعد المغرب يعتمد فقط على الفوسفات ومشتقاته رغم أهميتهما، إذ تجاوزت صادرات الأسمدة المغربية 10.2 مليارات دولار سنة 2023، ويمثل السوق الإفريقي ما بين 35 و40 في المائة منها”.
وأضاف أن “المغرب توسع نحو الصناعات المندمجة ذات القيمة المضافة، وعلى رأسها مكوّنات السيارات التي فاقت صادراتها العالمية 10 مليارات دولار، ويذهب جزء متزايد منها نحو دول غرب ووسط إفريقيا، إضافة إلى صادرات المنتجات الكهربائية، المنسوجات ومواد البناء، التي تمثل اليوم أكثر من 20 في المائة من مجموع الصادرات المغربية المتجهة نحو القارة”.
وكشف المتحدث أن “رقم 3.02 مليارات دولار يعكس تحسنا حقيقيا في معدل الاختراق التجاري للمغرب داخل إفريقيا، إذ ارتفعت صادراته نحو القارة بما يفوق 55 في المائة خلال خمس سنوات فقط، وهي وتيرة أسرع من نمو التجارة المغربية مع أوروبا في الفترة نفسها”.
كما أورد أن هذا التحسن “يُفسر بتوسع حضور الشركات المغربية في الاتصالات، البنوك، البناء، الأسمدة والطاقة داخل بلدان غرب إفريقيا، ما خلق طلبا مستداما على المنتجات والخدمات المغربية وسهّل الولوج التجاري”.
وأوضح أن “ميناء طنجة المتوسط غير قواعد اللعبة في التجارة البينية الإفريقية بشكل جذري، حيث أصبح المغرب يمتلك أكبر منصة لوجستية وصناعية في القارة بطاقة تفوق 9 ملايين حاوية، واحتل المركز الأول إفريقيًا والـ23 عالميا، مع ربط مباشر بأكثر من 40 ميناء إفريقي”.
وأضاف أن “هذا التطور خفض كلفة النقل وزمن العبور بنسب تراوح بين 20 و40 في المائة، ورفع موثوقية سلاسل التوريد، وعزّز قدرة المقاولات المغربية على التصدير بانتظام نحو أسواق غرب ووسط القارة”.
كما أورد المُصرح أن “التكامل بين الميناء والمناطق الصناعية في طنجة والقنيطرة والدار البيضاء ساهم في رفع الصادرات الصناعية الموجهة لإفريقيا بأكثر من 12 في المائة سنويًا خلال الفترة 2018–2023”.
وشدد على أن “صعود المغرب في ترتيب المصدّرين الإفريقيين هو نتيجة مباشرة لاستراتيجية صناعية ولوجستية طويلة المدى، دعمها تموقع استراتيجي متزايد داخل إفريقيا، وليس مجرد ارتفاع ظرفي في صادرات قطاع محدد”.
وفي سياق متصل، اعتبر الفينة أن “رقم 3.02 مليارات دولار يمثل خطوة مهمة، لكنه في الوقت نفسه يعكس فقط بداية مرحلة صعود أقوى لحضور المغرب في السوق الإفريقية خلال السنوات المقبلة”.
الجدير بالذكر أن الترتيب شمل كينيا التي حلت في المرتبة السابعة بصادرات بلغت 3.90 مليارات دولار، وناميبيا تاسعة (3.25 مليارات دولار)، وتنزانيا عاشرة (3.24 مليارات دولار). وفي صدارة القارة، جاءت جنوب إفريقيا بفارق كبير (31.12 مليار دولار) تلتها مصر (7.58 مليارات دولار) وأنغولا (7.29 مليارات دولار) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (7.19 مليارات دولار)، ما يعكس تفاوت مستويات التصنيع والتصدير داخل إفريقيا.

لم يدكر المقال سوى خمسة دول تتفوق على المغرب في التصيدر نحو إفريقيا، وهي جنوب إفريقيا ومصر انكولا والكونكو، وكينيا، فما هي التلاث دول المتبقية من اصل تمانية التي دكرها المقال.