“التقاعد المبتور” يشعل غضب متقاعدي السكك (فيديو)

نظم متقاعدو السكك الحديدية وقفة احتجاجية أمام محطة أكدال بالرباط، اليوم الثلاثاء (02 دجنبر) مؤكدين استمرار نضالهم المطالب بـ”إعادة النظر” في عدد من الحقوق المشروعة، وعلى رأسها قضية “التقاعد المبتور” وملف التغطية الصحية.

وخلال الوقفة التي نظمت مع انعقاد المؤتمر الدولي للاتحاد السككيين في العالم، صرَّح عبد الرحيم، مساعد رئيس الجمعية المغربية للتنمية والتعاون لمتقاعدي السكك الحديدية والكاتب الوطني للنقابة الديمقراطية للسكك الحديدية، قائلاً: “ما كان علينا أن نتواجد هنا لو كانت الإدارة في المستوى وتواكب التطورات العالمية أو التطورات داخل المغرب”. وتابع: “للأسف الشديد، تخلفت (الإدارة) رغم التطورات الحاصلة في التكنولوجيا وفي الرقمنة”. وأكد أنهم يطالبون بـ”حقوقنا المشروعة”، داعياً إلى “إعادة النظر في مسألة التقاعد”، ومشدداً: “نحن لا نطالب بالزيادة للأسف الشديد، نطالب بإعادة النظر فيما اقترفوه من أخطاء شنيعة ضدنا”.

وأوضح أن مشكلتهم الأساسية مع الإدارة تتركز حول “التقاعد المبتور” والتغطية الصحية. ففيما يتعلق بالتغطية الصحية، أشار إلى أنهم يؤدون واجب الانخراط و”التكميلي”، مما يجعلهم يصلون إلى أعلى قيمة يؤديها مدير في أي قطاع، وهي 400 درهم، بينما يشاركون بمبالغ تبدأ من 13 درهماً. وطالب الإدارة بأن “تحل معنا المشاكل وألا تجعلنا في هذه الوضعية”.

من جانبه، أكد يونس حنبلي، عن الجمعية المغربية للتنمية والتعون لمتقاعدي السكك الحديدية، أنهم يواصلون النضال من أجل “التقاعد المبتور”، مضيفاً: “حقيقة لازالت معاناة السككيين المتقاعدين مستمرة ما دام استمرار تعنت الإدارة وركوبها وهروبها إلى الأمام”. وشدد على أنهم مستمرون في وقوفهم على أبواب الإدارة، مشيراً إلى أن الإدارة “تظهر للناس ما لا تبطنه للآخرين… تبطن سلوكاً غير إنساني وغير أخلاقي”.

وانتقد المتحدث بشدة طريقة احتساب المعاش، موضحاً أنه: “الآن السككي لما كيخرج كيلقى بانه 50% من التقاعد دياله مشات”. واتهم الإدارة بسرقة تقاعدهم في الظلام سنة 2002، مشيراً إلى أن الإدارة نشرت الأكاذيب آنذاك، وقالت إن تقاعدهم أصبح مضموناً، لكن جميع المتقاعدين الذين خرجوا فوجئوا بـ”هذه المنحة الهزيلة”. وأكد استمرارهم في “الأشكال النضالية قبل ما غادي ندوزوا للقضاء”.

وفيما يخص الحوار مع الإدارة، أكد المتحدث أنه “أبداً” لم يكن هناك حوار جدي، بل “هي استمعت لينا واستمعت المطالب ديالنا فلقت بأنها مطالب جوهرية مطالب عادلة مطالب حقيقية”. وأضاف منتقداً: “سكوت الإدارة على المطالب ديالنا احنا في الوقفة 18 اليوم الوقفة 19 في التاريخ ديالنا… اللهم ان هذا منكر”.

كما تحدث نجيب الساقي، متقاعد سككي من فريق الحكامة بالجمعية، مؤكداً استمرار الاحتجاج على مطالب “التي قوبلت بالآذان الصماء من طرف الإدارة العامة للمكتب الوطني للسكك الحديدية”. وأوضح أن التقاعد المبتور هو “المعاش المبتور”، حيث وعدوا بأن تقاعدهم سيحتسب على آخر راتب، لكنهم فوجئوا بتفويتهم للصندوق النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد (RCAR)، الذي “لم يبق لنا من المعاش النصف أو أقل من النصف”.

وإلى جانب قضية التقاعد، تطرق الساقي إلى مطالب أخرى، مؤكداً أن ملف التغطية الصحية يحتاج إلى “تطور أكثر وخدمات أكثر”. وفي سياق آخر، طالب بـ”تصحيح قانون الأعمال الاجتماعية” لأنه، وطبقاً لقانون فاتح يوليوز 2024، لم يعد للمتقاعد الحق فيها. أما بخصوص فلس الأرملة (نهاية الخدمة)، الذي يعد صندوقاً يعتني بالممات ويتلقى منه المتوفى مساعدة فورية، فأشار الساقي إلى أن مصير هذا الصندوق لم يُعرف حتى الآن، وأن الإدارة تخرج عليهم بـ”مشروع إنشاء صندوق مستقل” له، بالرغم من وجود صندوق موثق منذ عام 2002

واختتم الساقي مطالباً الإدارة بأن “تكون إدارة تستمع لمتقاعديها ومزاوليها لكي تطور من القطاع… القطاع لا يمكن أن يتطور إلا إن لم يكن التطور في الرأسمال البشري”.