2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أثار القيادي البارز في الاتحاد العام التونسي للشغل، حفيظ حفيظ، موجة جدل واسعة في بلاده بعد تصريحات حادة أطلقها خلال مشاركته في المؤتمر السابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل في المغرب، والتي انتقد فيها الرئيس التونسي قيس سعيد بشدة.
وفي كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل المنعقد نهاية الأسبوع الماضي، قال حفيظ إن تونس تعيش منذ ثلاث سنوات “حصارًا حقيقيًا على الحريات العامة والفردية”، معتبرًا أن الأزمة الحالية “فريدة وغير عادية لأنها تلغي الآخر”.
وأضاف الأمين العام المساعد لأكبر نقابة عمالية في تونس أن الرئيس قيس سعيد “لا يؤمن بأي جسم وسيط، لا بمنظمات مدنية ولا نقابية ولا أحزاب سياسية”، قبل أن يلوّح باللجوء إلى الإضراب العام لتحقيق مطالب العمال.
هذه التصريحات جاءت في سياق سياسي حساس، وفي وقت تمر فيه العلاقات بين تونس والمغرب بفترة توتر، على خلفية الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت عام 2022 عقب استقبال سعيّد لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.
ردود الفعل في تونس لم تتأخر، حيث علّق النائب السابق زياد الهاشمي قائلًا إن حفيّظ “يعلن التصعيد ضد نظام قيس سعيد من المغرب”.
من جهته، اعتبر الناشط كمال عبداوي أن خطاب حفيّظ “ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة مناوراته داخل الاتحاد”، مؤكدًا أن الرجل “قدّم نفسه مدافعًا عن الحريات، لكنه من مهندسي البيروقراطية التي أضعفت المنظمة”.
عبداوي رأى كذلك أن اختيار المغرب لإطلاق هذه المواقف يحمل دلالات سياسية، معتبرًا أن الأمر “أشبه بتوظيف خارجي لمعركة داخلية أكثر منه موقفًا مبدئيًا لصالح الحريات”.
من جهته، انتقد النائب السابق عبد اللطيف العلوي مواقف حفيّظ واتحاد الشغل، واصفًا إياها بـ”المتناقضة”، خصوصًا أنهم دعموا التدابير الاستثنائية للرئيس سعيّد لسنوات قبل أن “ينقلبوا” عليه مؤخرًا.
وتفاعلًا مع ما اعتبره “حملة ممنهجة” يتعرض لها حفيظ، أعلن القيادي في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، يونس فيراشين، تضامنه مع “رفيقه التونسي”، معتبرًا أن تصريحاته “أمر طبيعي، وتقليد راسخ في جميع المؤتمرات النقابية عبر العالم، حيث تشكّل المؤتمرات واللقاءات النقابية فضاءً للتضامن الأممي وتبادل المواقف والتجارب”.
وأكد فيراشين، ضمن تدوينة على صفحته الخاصة، أن “التضامن النقابي الدولي لم يكن يومًا، ولن يكون، تدخلًا في الشأن الداخلي، بل هو أحد أعمدة الفعل النقابي العالمي، وامتداد طبيعي لوحدة نضالات العمال وتطلعاتهم المشتركة إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”.