لماذا وإلى أين ؟

الإهمال وغياب الصيانة يحول سوقاً نموذجيا بجماعة اكزناية لمزبلة (صور)

يعيش السوق النموذجي السمارة بجماعة اكزناية ضواحي طنجة وضعاً مقلقاً، بعدما تحوّل خلال الأشهر الأخيرة إلى نقطة سوداء تعكس حالة الإهمال التي تطال المرافق العمومية بالجماعة. فبعدما كان يُعوَّل عليه ليكون فضاءً تجارياً منظماً يخدم الساكنة المحلية، أصبح اليوم شاهداً على تراجع حاد في شروط النظافة والصيانة، ما جعل العديد من الزوار يشبهونه بـ”المزيلة” بسبب تراكم الأوحال والنفايات في محيطه.

وتكشف جولة بسيطة داخل السوق ومحيطه عن حجم الاختلالات، حيث تنتشر الأزبال أمام البوابة الرئيسية وبين ممرات الباعة، في وقت غابت عنه تدخلات الجماعة لإعادة تنظيمه أو تنظيفه. وتفاقمت الوضعية بعد التساقطات المطرية الأخيرة، إذ تحوّلت جنبات السوق إلى برك من المياه الآسنة نتيجة غياب قنوات الصرف الصحي، ما أدى إلى تعطيل حركة الزوار وزرع حالة من الاستياء وسط التجار والمرتادين.

ويؤكد فاعلون محليون أن هذا التدهور لم يقتصر على السوق فحسب، بل يشمل عدداً من المرافق العمومية داخل الجماعة، من بينها الإنارة العمومية وتنظيم الأنشطة التجارية واحتلال الملك العام. غير أن ما يثير القلق أكثر، هو غياب رؤية واضحة لإدارة هذا المرفق التجاري الذي كان يُفترض أن يشكل نموذجاً للتنمية المحلية، فإذا به يتحول إلى رمز للتراجع العمراني.

ويذهب متابعون للشأن المحلي إلى أن السوق النموذجي يعكس خللاً أعمق في تدبير الجماعة، مشيرين إلى أن انشغال بعض المنتخبين بشؤونهم الخاصة وابتعادهم عن مراقبة مصالح الساكنة ساهم في تفاقم الوضع. ويرى هؤلاء أن استمرار الوضع على ما هو عليه يهدد بفقدان أحد أهم الفضاءات التجارية التي كانت تشكل متنفساً للساكنة، خاصة في ظل توسع المنطقة الصناعية وارتفاع الكثافة السكانية.

وفي ظل هذا المشهد، ترتفع الأصوات المطالبة بتدخل سلطات الوصاية لوضع حد لحالة التهميش التي يعيشها السوق والمحيط الترابي لجماعة اكزناية، وإلزام المجلس الجماعي باحترام التزاماته في ما يتعلق بالنظافة والصيانة والبنيات التحتية. فالسوق الذي أُنشئ ليكون رافعة للتنظيم التجاري بات اليوم عنواناً لفشل تدبيري، يحتاج إلى معالجة عاجلة تعيد له وظيفته الأساسية وتضمن كرامة الباعة والمرتفقين.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
9 ديسمبر 2025 14:05

تناسل عدد الاسواق النمودجية والمرافق الاجتماعية التي تبنيها المجالس الترابية تم تتعرض للنسيان او الاهمال حتى تحولت هذه الاعمال الى ظواهر تكاد تكون عامة، فما الذي يجعل متل هذه الظواهر تنتشر ولا يتم ردعها وتطويقها، هل السبب هو انجاز مشاريع لم تكن ضرروية او مكتملة، ام السبب هو انها كانت ضمن سفقات مدبرة لتحويل الاموال الى وجهات اخرى عبر التحايل على القانون وفقط. تم تهمل تلك المشارع فيما بعد بعد الوصول الى الهذف الاساسي.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x