2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
نورالدين زاوش
ليس من باب الصدفة أن حفظ الله تعالى هذه المملكة من شر الحاقدين والمتآمرين والانقلابيين، عقداً بعد عقد، وقرناً بعد قرن. ربما كان ذلك جزاءً عن تنازل قومها، طوعاً، لأن يحكمهم رجل فر بجلده من شبه الجزيرة العربية، فقط لأنهم رأوه ينحدر من العترة النبوية الشريفة، فأثابهم الله تعالى عن ذلك بالأمن والأمان، وبالكرامة والعزة بين الأمم؛ مثلما أكرموا، قبل عدة قرون، واحداً من سلالة حبيبه عليه الصلاة والسلام.
إن كرامات هذا البلد المبارك لم تنقطع في يوم من الأيام، وهي أكثر من أن يحيط بها مقال أو مقالات؛ خذ على سبيل المثال لا الحصر؛ التدوينة الخبيثة التي نشرتها من قطر السيدة “توكل كرمان”، الفائزة بجائزة “نوبل للحرب”، تدعو فيها شباب “جيل زِد” (جيل Z) لأن يزحف للقصر الملكي لاجتثاث الملكية. لكن، تشاء أقدار الله تعالى أن يزحف هؤلاء الشباب إلى القصر بالفعل، لكن وهم يحملون معهم كأس العالم للشباب هدية لولي العهد مولاي الحسن؛ إذْ ليس من شيم المغاربة أن يحلوا ضيوفاً دون أن يحملوا معهم هدايا للمضيف، خصوصاً إذا كان هذا الأخير هو مولاي الحسن شخصياً.
ومن بين هذه الكرامات أيضاً، ما بدر في 08 ماي 1990م، أي قبل خمس وثلاثين سنة، عن جماعة العدل والإحسان التي تُكن العداء للملكية، حينما حشدوا عشرات الآلاف من كتائبهم “المجاهدة” في شوارع الرباط، على إثر محاكمة مجلس الإرشاد آنذاك، وكان يوماً مشهوداً حسب زعم الجماعة؛ إلى درجة أنهم خلدوا هذه الذكرى “العظيمة” بأنشودة ما زالوا يرددونها إلى اليوم، ومن بين مقاطعها:
في 8 ماي قُمنا ورضى الرحمان فُزنا *** كانوا مجرمين وكنا جند الله آه، آه، جند الله
والطريف في الأمر، أن في 08 ماي 2003م، أي 13 سنة بالضبط بعد هذا الحدث، وُلد ولي العهد مولاي الحسن، حفظه الله تعالى، وكأنه يرد بذلك على خلافة الوهم التي تعشش في رؤوس أعضاء هذه الجماعة المارقة.
ومن بين هذه الطرائف أيضاً، أن يكون الملعب الذي سيحتضن مباريات المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا هو ملعب “مولاي الحسن”، مما أربك الإعلام “الكرغلي” المهووس بالملك والملكية، الأمر الذي سيضطر المجلس العسكري الأعلى في الجزائر للانعقاد في أقرب الآجال، لتدارس الطرق الملائمة التي من المفروض التعامل بها مع هذا الحدث الجلل.
*رئيس جمعية المعرفة أولاً
الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها.