2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
صيادلة المغرب يهددون بمقاطعة أدوية شركة ألمانية
خرجت هيئة مهنية ممثلة للصيادلة في المغرب بتعبير واضح عن امتعاضها من قرار إحدى الشركات الدوائية الألمانية تغيير مسار توزيع أحد منتجاتها، معتبرة أن الخطوة قد تنعكس على علاقة التعاون بين الطرفين. ويتعلق الأمر بمرهم “Bepanthen” الذي أصبح متوفراً في قنوات شبه صيدلانية (Parapharmacies) بدل الاكتفاء بالصيدليات، وهو ما أثار ردود فعل واسعة داخل القطاع.
وبحسب مراسلة رسمية وجّهتها كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب إلى إدارة الشركة، اطلعت “آشكاين” على نظير منها، فإن الصيادلة يؤكدون أن المنتج المذكور بنى حضوره في السوق المحلي “بفضل مواكبة الصيدليات وترويجها”، معتبرين أن تحويله نحو قنوات أخرى يطرح إشكالات مهنية ويغير توازنات اعتاد عليها السوق المغربي. وتشير الهيئات المهنية إلى أن شبكة الصيدليات ظلّت لسنوات شريكاً محورياً في التعريف بالمرهم وتثبيت مكانته لدى المستهلك.
وترى الكونفدرالية أن القرار المستجد أحدث “لبساً غير مرغوب فيه” داخل السوق، لكونه يفتح المجال أمام اختلاف في نمط التسويق المعتاد، ويؤثر على الدور التقليدي الذي يضطلع به الصيادلة في مواكبة المنتجات الطبية وشبه الطبية. وتوضح أن الخطوة تطرح تساؤلات حول أسس التعاون المهني الذي كان يجمع الطرفين منذ سنوات.
وتؤكد المراسلة أن هذا التغيير “يمس بثقة” ترى الهيئات المهنية أنها عنصر أساسي لتنظيم العلاقة بين الصيدليات ومصنّعي الأدوية، مبرزة أن احترام القنوات الرسمية للتوزيع أحد الضوابط المعمول بها داخل القطاع. كما تشير إلى أن هذا التحول لا ينسجم، وفق منظورها، مع الأعراف المهنية التي تؤطر تسويق المنتجات المشابهة في السوق الوطنية.
وفي ظل غياب رد من الشركة، أوضحت الكونفدرالية أنها تدرس “مجموعة من الخطوات المشروعة” للدفاع عن مصالح الصيادلة، من بينها إمكانية الحد من حضور منتجات الشركة داخل الصيدليات، مقابل إعطاء الأولوية للعلامات الدوائية التي تعتمد حصرياً على القنوات الصيدلانية وتحافظ على شراكاتها التقليدية مع الصيادلة.
وتشير الهيئة المهنية إلى أنها منفتحة على الحوار، داعية الشركة إلى مراجعة توجهها الجديد حفاظاً على استقرار السوق واستمرار التعاون بين الطرفين. وتؤكد أن اجتماعاً مباشراً قد يسهم في إيجاد صيغة توافقية تعيد ترتيب مسار التوزيع بما يراعي المصالح المهنية والاقتصادية لجميع المتدخلين.
يريدون الاستحواذ على الدواء لكي يفعلوا فعلتهم في هامش الربح، أما إن وُجد الدواء لدى شبه الصيدليات فقد يكون أرخص بكثير، وهذا ما لا يريده الصيادلة. إن ما يهمهم هو الربح وليس مصلحة المريض