2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
شكل استبعاد كل من يونس مجاهد وحنان رحاب، مقابل العودة “المفاجئة” لعبد الكريم بنعتيق، الحدث الأبرز في تشكيلة المكتب السياسي الجديد لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، برسم الولاية الرابعة لإدريس لشكر.
ففي الدورة الأولى للمجلس الوطني المنعقدة بالرباط يوم السبت 13 دجنبر 2025، حملت اللائحة المصادق عليها رسائل سياسية متعددة الاتجاهات، تجلت في خلط أوراق الاستمرارية والتجديد، و”تصفية”وجوه طاردتها الفضائح.
عودة بنعتيق: طموح منصب أم تكتيك انتخابي؟
تعتبر عودة عبد الكريم بنعتيق إلى واجهة قيادة “حزب الوردة” الحدث الأكثر إثارة للتساؤل، خاصة وأن الرجل اختار “العزلة التنظيمية” منذ إعفائه من مهمة كاتب دولة في الخارجية مكلف بالجالية في عهد حكومة العثماني. بنعتيق، الذي توارى طويلاً عن الأنظار وسط تسريبات تتحدث عن انتظاره لتعيين في منصب سامٍ (والي جهة)، يطرح بعودته اليوم علامات استفهام حول “الثمن” أو “الطموح” الجديد.
وليست هذه المرة الأولى التي “يتمرد” فيها بنعتيق ثم يعود؛ إذ سبق وانشق ليؤسس “حزب العمال” قبل أن يعود للاندماج في الحزب الأم وينال منصباً حكومياً. فهل يطمع بنعتيق هذه المرة في حقيبة وزارية باسم الاتحاد، أم أن الحزب يحتاج لشبكة علاقاته في أفق استحقاقات 2026؟
مجاهد ورحاب: “الخروج من النافذة”
في المقابل، جاء استبعاد يونس مجاهد وحنان رحاب كـ”تحصيل حاصل” لمسار طاردته الأزمات. مجاهد، الذي فقد بريقه بعد قضايا مست قطاع الصحافة خلال رئاسته للمجلس الوطني للصحافة ثم اللجنة المؤقتة، وجد نفسه محاصراً بتبعات “الأشرطة المسربة” التي هزت صورته الأخلاقية والمهنية. ويبدو أن استقالته الاستباقية من نقابة الصحافة لم تكن كافية لإنقاذه من “مقصلة” إدريس لشكر، الذي قرر التخلص من حمولة مجاهد الثقيلة لتفادي تآكل رصيد الحزب.
أما حنان رحاب، نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافة، فتعيش تخبطاً مزدوجاً؛ بين صراعات نقابية داخلية انتهت بتجميد وضعها، وبين قرار مؤسستها الإعلامية “إقصاءها الناعم” عبر تجميد مهامها بدعوى “التفرغ للانتخابات”.
استبعادها من المكتب السياسي يؤكد أن الحزب قرر رفع الغطاء عن الأسماء التي أصبحت تشكل عبئاً رمزياً وأخلاقياً عليه.
بين الطموح الحكومي وتكتيك “الهروب للأمام” تطرح هذه التغييرات سؤالاً جوهرياً: هل يطبق الاتحاد الاشتراكي خطة استراتيجية لـ “تبييض” صورته والتحضير لرئاسة الحكومة المقبلة عبر التخلص من “الوجوه المحروقة”؟ أم هو مجرد تكتيك ظرفي للتبرؤ من الفضائح واستثمار علاقات بنعتيق لترميم البيت الداخلي؟
جدير بالذكر أن اللائحة الجديدة جسدت توليفة بين أسماء حافظت على مواقعها وأخرى تدخل “مطبخ” القرار لأول مرة، وضمت اللائحة المصادق عليها كلاً من: أحمد مفيد، أشرف حسناوي، السالك المساوي، الشرقاوي الزنايدي، المختار الراشدي، المهدي العلوي، المهدي الفاطمي، إيمان الرازي، بديعة الراضي، حميد كجي، خديجة كنين، رجاء البقالي، سعيد بعزيز، صابرين المساوي، عائشة الزكري، وعبد الحق أمغار.
كما شملت القائمة انتخاب كل من: عتيقة جبرو، عمر أعنان، غسان أمرسال، فدوى الرجواني، فادي وكيلي، فوزية الحريكة، كريم السباعي، كمال الهشومي، لطيفة الشريف، محمد سطي، محمد غذان، محمد ملال، مروان الراشدي، مروان عمامة، مصطفى المتوكل، منال الثقال، ونبيل نوري.