لماذا وإلى أين ؟

عمر هلال: الملك محمد السادس يقود دبلوماسية المغرب لتعزيز التعاون جنوب جنوب

أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، اليوم السبت بالرباط، أن “الملك محمد السادس يمثل الركيزة الأساسية للدبلوماسية المغربية في إفريقيا، باعتباره الزعيم الوحيد الذي قام بأكثر من أربعين زيارة للدول الإفريقية، وهو ما يعكس التزام المملكة بتعزيز حضورها وتعاونها مع القارة”.

وأوضح هلال، في كلمة ألقاها ضمن فعاليات “ملتقى الحوارات الأطلسية” الذي ينظمه “مركز سياسات من أجل الجنوب الجديد” حول مستقبل التعاون بين الشمال والجنوب، أن “المغرب يمتلك وضعا فريدا يسمح له بالعمل كجسر للتواصل”.

وذكر الدبلوماسي المغربي أن المغرب صار اليوم “شريكا أساسي في مواجهة التحديات بين الشمال والجنوب”. كما أضاف أن “المملكة تعمل على بناء جسور للتبادل بين الدول الإفريقية ودول الشمال، مستفيدة من موقعها الجغرافي المتميز، مع الالتزام بتعزيز التعاون الإنمائي مع دول الجنوب”.

وتطرق الديبلوماسي إلى “المبادرة الملكية الخاصة بالجانب الساحلي الأطلسي، التي تضم 23 دولة إفريقية على السواحل الشمالية الغربية للقارة”.

وأوضح أن هذا الإطار يركز على قضايا استراتيجية تشمل الأمن، والتغير المناخي، وتآكل السواحل، وتملح المياه، والصيد البحري، ورسم خرائط المناطق الساحلية، مع اعتماد إجراءات تعاون ثلاثي لدعم الدول الإفريقية في هذه المجالات”.

وأورد أن “إطلاق المبادرة الملكية لتطوير منطقة الساحل جاء بهدف فك العزلة عن دول المنطقة، ليس فقط عبر فتح ممرات تمنحها الوصول إلى الموانئ المغربية، بل أيضا من خلال توظيف سلاسل القيمة المغربية لدعم هذه الدول في بناء البنية التحتية الضرورية لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية”.

وأشار هلال في مداخلته إلى أن “المملكة عملت أيضا على الاتفاقية الموقعة مع اليونسكو لإنشاء مركز للذكاء الاصطناعي في المغرب”.

كما كشف أن “المغرب يمثل مركز التعاون بين الشرق الأوسط وإفريقيا في هذا المجال، حيث تساعد الدول الإفريقية على وضع إستراتيجيات وطنية فعالة لتطوير الذكاء الاصطناعي”.

وأضاف الدبلوماسي المغربي أن المغرب، “رغم التحديات، يؤمن بأن العنصر البشري في إفريقيا لن ينضب أبدا، وأن الفرصة قائمة لتمكين الشعوب الإفريقية من بناء مستقبل أفضل بعيدا عن الاعتماد الكلي على المساعدات القادمة من الشمال”.

وتطرق هلال إلى “أن التعاون جنوب-جنوب مع القارة الإفريقية يشكل ركيزة أساسية في دبلوماسية المغرب”، معتبرا في ذات السياق أن “هذا التعاون أداة استراتيجية لتعزيز حضور المملكة في القارة”.

وأكد أن “المغرب هو الدولة الإفريقية الوحيدة التي وقعت أكبر عدد من اتفاقيات التعاون والمبادلات التجارية والاستثمارات مع دول القارة، مما يعكس دعم المملكة لشركاتها وشركات الجنوب في قطاعات حيوية مثل الاتصالات ونقل التكنولوجيا”.

كما نبه الدبلوماسي إلى أن “الحكامة الدولية الحالية معطلة، حيث لا يُسمح لدول الجنوب بالجلوس حول طاولة اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبلها الاقتصادي، كما يُحرم الجنوب من فرص الحصول على تسهيلات ائتمانية”.

في المقابل وبحسب المتحدث “تُستغل قضية الهجرة سياسياً وإعلاميا، رغم أن نسبة المهاجرين من الجنوب إلى الشمال لا تتجاوز 2 إلى 4 في المائة، مؤكداً أن الشمال يحتاج دائماً لهجرة الجنوب لضمان استمرارية التنمية”.

ونبه الديبلوماسي المغربي إلى أننا “نعيش اليوم في عالم أصبحت فيه التعددية القطبية القاعدة الجديدة، عالم يتسم بتداخل وتصادم المصالح الجيوسياسية وتحالفات تتشكل وتتحول باستمرار”.

كما اعتبر هلال في معرض حديثه أن “القانون الدولي يتعرض للانتهاك الصريح والمفضوح”، وهو ما يؤدي بحسبه إلى “تراجع دور التعددية ويضع الأمم المتحدة في موقف ضعيف”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x