2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بمزجها بين التكنولوجيا المتقدمة والزخارف المستوحاة من الأشكال الهندسية للزليج المغربي الأصيل، تقدم الكرة الرسمية لكأس أمم إفريقيا “المغرب-2025”، التي أطلق عليها اسم “إيتري”، كتحفة تجمع بين الحداثة والأصالة.
والزليج، وهو أحد أشكال الفسيفساء الزخرفية في العمارة الإسلامية، يقوم على تركيب دقيق لقطع الفخار الملون والمشكلة بعناية لتكوين تصاميم هندسية متناسقة، ويعد من أبرز تجليات الفن المغربي الأصيل.
وما زال هذا الفن التقليدي يزين المعالم التاريخية ودور العبادة والرياض السكنية العريقة بالمغرب، باعتباره منتجا لحرفية متجذرة ازدهرت في المملكة خلال القرن الرابع عشر في عهد الدولة المرينية.
وقد استطاع هذا الفن بدقته ورمزيته أن يأسر انتباه مصممي الكرة الرسمية “إيتري” ويحفز خيالهم، إذ يرون في كل تفصيل منه رمزا قائما بذاته.
وفي هذا الصدد، أكدت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، في بلاغ مشترك مع شركة التجهيزات الرياضية العالمية “بوما” المشرفة على تصميمها، أن “إيتري” تجسد الوحدة والشغف اللذين يحركان كرة القدم عبر القارة الإفريقية؛ كما أن اسمها، الذي يعني “النجمة” بالأمازيغية (وهي لغة رسمية شأنها شأن العربية في المغرب)، يحاكي نجمة العلم الوطني ويعكس النقوش النجمية المميزة في تقاليد الزليج المغربي. وستظهر هذه الكرة للمرة الأولى خلال المباراة الافتتاحية يوم 21 دجنبر الجاري.
وأضاف المصدر ذاته أنه بالنسبة للمصممين فإن “كل عنصر يحمل دلالة ثقافية”، فالنجمة ترمز إلى الطموح والنور والسعي نحو التميز في أعلى مستويات كرة القدم الإفريقية، بينما تشير “البتلات” إلى البعد الاحتفائي الذي يميز كأس الأمم الإفريقية، فيما تستحضر التماثلات الدائرية وحدة الدول الـ24 المشاركة في هذا الموعد القاري.
وأوضح البلاغ أن النقش الذي يطلق عليه “تدفق الحركة” يجسد إيقاع وانسيابية أسلوب اللعب الذي يطبع الكرة الإفريقية، فيما تعكس لوحة الألوان المكونة من الأحمر والأخضر الشغف والأمل والاعتزاز، في تكريم للهوية الوطنية للمغرب.
وباعتبارها ثمرة بحث ثقافي عميق، واستكشاف فني دقيق، واختبارات أداء وتعديلات تقنية متواصلة، تأتي هذه الكرة لتلبي كل التطلعات المعلقة على هذا العرس الإفريقي الاستثنائي.
وتعتبر الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أن كرة “إيتري” “أصيلة ومتقدمة تكنولوجيا في آن واحد، ووفية للتراث المغربي ولتنوع القارة”. وباعتمادها على تكنولوجيا “أوربيتا 6”، من “بوما”، فالكرة تجمع بين أداء رفيع المستوى والقيمة الرمزية.