2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بوريطة يتعهد بالدفاع عن “مغاربة إسبانيا” ضد العنصرية
شدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على أن حماية حقوق ومصالح المغاربة المقيمين في الخارج تشكل أولوية مركزية في عمل الدبلوماسية المغربية، تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، واستحضارا لمقتضيات الفصل 16 من الدستور.
وأوضح بوريطة، في جواب كتابي، أن وزارته تعتمد مقاربة قوامها الحماية والدعم من أجل صون كرامة المغاربة المقيمين بالخارج والدفاع عن حقوقهم المشروعة.
واوضح الوزير، ضمن جوابه المكتوب على سؤال البرلماني خالد السطي، أن سفارة المملكة المغربية بمدريد، بتنسيق وثيق مع القنصليات المغربية بإسبانيا، تتفاعل بشكل فوري ومباشر مع كل الاعتداءات ذات الطابع العنصري التي قد تطال المواطنين المغاربة، من خلال تدخلات ميدانية واتصالات رسمية تهدف إلى حماية الضحايا ومتابعة القضايا المطروحة.
وأشار وزير الخارجية إلى أن مواكبة هذه الحالات تشمل مصاحبة الضحايا في مختلف المساطر المتعين اتخاذها، والتواصل مع السلطات المختصة في بلد الإقامة، إضافة إلى تفعيل آليات التشاور والتنسيق الثنائي لحث الجهات المعنية على اتخاذ التدابير الوقائية والردعية اللازمة.
وأضاف بوريطة أن سفارة المغرب بمدريد تقوم، عند تسجيل أي حادث ذي طابع عنصري، بربط اتصال مباشر مع المسؤولين في الوزارات الإسبانية والمندوبين الحكوميين على المستوى الجهوي، من أجل الحصول على معطيات رسمية محينة ومتابعة الإجراءات المتخذة لمنع تكرار هذه الأفعال.
وتعمل السفارة، وفق ناصر بوريطة، على التصدي لما وصفه الوزير بـ”الافتراءات” التي قد تُروج عن الجالية المغربية، والتي غالبا ما تتعلق بحوادث معزولة أو تنسب خطأ إلى المغاربة، مع إبراز الدور الاقتصادي والاجتماعي البارز للمغاربة في إسبانيا، باعتبارهم من بين أهم المساهمين في سوق الشغل ونظام الضمان الاجتماعي.
وعلى المستوى الوقائي، أوضح بوريطة أن الوزارة تراهن على البعد الثقافي كمدخل أساسي لمواجهة العنصرية وخطابات الكراهية، من خلال دعم أنشطة المراكز الثقافية بالخارج، وفي مقدمتها مؤسسة الثقافات الثلاث بإشبيلية، التي تسعى إلى تعزيز قيم الحوار والتعايش والتعريف بالثقافة المغربية.
وفي تحليله لخلفيات بعض الممارسات العنصرية، أشار الوزير إلى أن انتشار الصور النمطية والمعلومات المضللة، إلى جانب تصاعد الخطاب اليميني المتطرف، يساهم في تغذية مواقف معادية للأجانب، مؤكدا في المقابل أن الحوادث المسجلة مؤخرا تبقى معزولة ولا تعكس وجود مناخ عام معاد للمغاربة في إسبانيا، حيث غالبا ما قوبلت هذه الأفعال برفض واستنكار واسع.
وفي يوليو الماضي سادت أجواء من التوتر في بلدة طوري باتشيكو بإقليم مورسيا الإسباني، بعد سلسلة من الوقائع التي أعادت الجدل حول العلاقة بين المهاجرين والسكان المحليين. وقد رافق ذلك ظهور تحركات لأحزاب أقصى اليمين، أطلقت تصريحات وخطابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي “تهاجم وجود المهاجرين وتحمّلهم مسؤولية الاختلالات الأمنية”، ما زاد من حدّة التوتر في الشارع الإسباني.