لماذا وإلى أين ؟

هل تلعب قطر دور الوساطة بين المغرب و”البوليزاريو”؟

تطرقت الصحافة الاسبانية للأدوار التي يمكن أن تلعبها قطر ملف قضية الصحراء بحكم علاقاتها المتميزة مع الجارتين المغرب والجزائر.

واعتبرت جريدة “إنديبنديينتي” الإسبانية، أن الدولة الخليجية قطر لها كل الامكانيات والمقومات، للعب دور الوساطة في الملف الذي عمر طويلا، نظرا للتجارب السابقة لهذه الدولة في حل العديد من النزاعات عبر وساطات بين طرفيها.

وأبرزت الصحيفة، في تقرير اختارت لع عنوان “قطر: هل تكون الوسيط بين المغرب والصحراويين؟”، أن هذه الدولة سبق وتدخلت في الملف بداية الألفية الحالية، حين توسطت للإفراج عما يقارب مئة أسير حرب مغربي كانوا محتجزين لدى جبهة “البوليساريو” في مخيمات تندوف بالجزائر، في فبراير 2004 وانتهت بنقلهم إلى مدينة أكادير.

وترى الجريدة أن تلك العملية، كشفت حينها عن قدرة الدوحة على لعب وساطة إيجابية في نزاع صعب ذو أبعاد تاريخية متشابكة.

وأعاد التقرير الصحفي التساؤلات للواجهة حول مدى إمكانية دخول الدولة القطرية بشكل رسمي في الوساطة بين المغرب و”البوليزاريو” ومن خلفها الجزائر، وهل الدولة الخليجية يمكن لها أن تدفع نحو الطي النهائي للملف في ظل التطورات الدولية المستجدة.

الملف لا يحتاج وساطات..

عبد النبي صبري أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة محمد الخامس، يرى أن “المغرب في هذا الملف، يعتبر الخلاف خلاف ثنائيا بينه وبين الجزائر، إذ يكفي اعتراف هاته الأخيرة بسيادة المغرب على ترابه وأن تنسجم مع التوجه الدولي الأممي عبر القبول الصريح والعلني بالقرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذهاب للمفاوضات المباشرة، لطي النزاع وتعود العلاقات لمسارها الطبيعي، فالملف لا يحتاج لوساطات وإنما إرادة سياسية”.

السؤال الواجب طرحه وفق عبد النبي صبري في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخباريى، هو “هل المغرب طالب وساطة قطر فعليا، أم هل طالبت الجارة الشرقية بذلك، وهل أصلا قطر أكدت على أنها طُلب منها الوساطة، فلحد الساعة يبقى الامر كله مبني على مصادر صحفية غير رسمية، فلحدود اللحظة لا يوجد أي شيء رسمي، سوى أن الملف لا يحتاج وساطات من هذا القبيل حيث أن الطرفين معا لم يطلبا ذلك أو يؤكدان على ضرورته”.

قطر لها علاقات قوية ومتوازنة مع البلدين، المغرب والجزائر، والدور الذي يمكن أن تلعبه قطر في هذا الصدد، ليس دور الوساطة، إنما دور ممارسة نوع من النفوذ والضغط على الجارة الشرقية من أجل الذهاب في الاتجاه الأممي الصائب، إلا إذا كانت الجزائر لحفظ ماء الوجه قد تذهب لطلب الوساطة من دولة شقيقة”.

وأضاف الخبير في العلاقات الدولية، أن “الجزائر بقيت معزولة ويجب عليها أن تتخذ خطوة نحو الاتجاه الصحيح لتفادي عزلتها وتفادي استمرار وجود جماعات مسلحة انفصالية فوق ترابها والمرتزقة الذين حجوا إليها من عدة دولة، حيث أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، هو حل لا غالب فيه ولا مغلوب”.

نزاع ذو طابع مغاربي محض..

عبد الفتاح الفاتحي، الخبير في العلاقات الدولية ومدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، يرى “ان الوساطة القطرية غير مطروحة لا من السياسية ولا حتى الناحية الدبلوماسي، وذلك لاعتبارات عدة أبرزها أن قرار محلس الامن الدولي الأخير، قد شدد بشكل واضح علي ضرورة جلوس الأطراف الاربعة الى طاولة المفاوضات للتفاوض علي أساس مبادرة الحكم الذاتي”.

وأضاف مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن “قيادة قطر لأي حوار لا يمكن قبوله لادوليا ولا حتى إقليميا، ولن يكتب له النجاح لأن عمق أزمة النزاع حول الصحراء هي في الاساس نزاع جزائري مغربي”، معتبرا أن في ذات الصدد أن “الأساس في بناء قنوات الحوار بين الدول يجب ان يكون مغربيا جزائريي ولا بين المغرب وتنظيم انفصالي قاب قوسين او اذنى”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
MRE 75000
المعلق(ة)
16 ديسمبر 2025 18:38

C’est vrai le Riche petit pays du Qatar, il sait négocier et maitrise l’art de médiation sauf qu’il est fourbe suivant la situation il alimentait le Polizario par son argent facile de son Gaz et Pétrole comme il fait son AMI L’Algérie

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x