2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
في ظل موجة البرد القارس والتساقطات المطرية التي تعرفها عدة مناطق بالمغرب، أطلقت سلطات محلية وجمعيات مدنية بمناطق مختلفة من المغرب حملات متفرقة لإيواء المشردين، في مبادرات إنسانية أعادت إلى الواجهة مطلب تعميم هذه التجربة وطنيا لحماية الفئات الأكثر هشاشة من مخاطر الشتاء والبرد القاسي.
وقادت السلطة المحلية بشيشاوة بتنسيق مع التعاون الوطني والوقاية المدنية ومركز إيواء الأشخاص في وضعية هشة حملة ميدانية استهدفت أشخاصا بدون مأوى، جرى خلالها تقديم مساعدات إنسانية عاجلة ونقل عدد من الحالات إلى مراكز الإيواء، في محاولة للحد من معاناة التشرد في الفضاءات العمومية.

وفي تيزنيت، أطلقت مؤسسة الوفاء لرعاية الأشخاص بدون مأوى حملة واسعة لنقل المشردين إلى مركز الرحمة للإدماج الاجتماعي، بمشاركة التعاون الوطني والسلطات المحلية والقوات المساعدة وأعوان السلطة، وبتنسيق مع جمعيات مدنية متخصصة، إلى جانب دعم من فرق الوقاية المدنية.

وخلال هذه الحملات، تم رصد حالات صحية حرجة استدعت تدخلا طبيا فوريا، من بينها من تم نُقله إلى المراكز الطبيى، إضافة إلى حالات أخرى تعاني من أمراض مزمنة زادت حدتها بفعل البرد، ما كشف هشاشة الأوضاع الصحية للمشردين خلال فصل الشتاء.

مدينة سلوان بدورها شهدت حملة وُصفت بالشاملة، حيث جرى تمشيط عدد من الأحياء والشوارع المعروفة بتواجد المشردين، في سياق مواجهة آثار الأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة.

وفي تيفلت، أطلقت سلطات الملحقة الإدارية الثانية حملة موسعة لإيواء الأشخاص بدون مأوى بمركز الخدمات الاجتماعية، في خطوة لقيت استحسانا محليا، واعتُبرت استجابة ظرفية لحالة الطوارئ الاجتماعية التي يفرضها فصل الشتاء.

بموازاة هذه المبادرات، تعالت أصوات مواطنين وفاعلين مدنيين عبر منصات التواصل الاجتماعي، متسائلين عن وجود مراكز إيواء ببعض المدن، ومطالبين بإحياء “روح التضامن” لمواجهة قسوة البرد، خاصة في ظل تزايد أعداد المشردين.
ودعت نداءات منتشرة على “فايسبوك” إلى استغلال مقرات جماعية غير مستعملة وتحويلها مؤقتا إلى فضاءات للإيواء، معتبرة أن توفير مأوى دافئ للمشردين “لا يندرج فقط في إطار التدخل الاجتماعي، بل يشكل واجبا إنسانيا وأخلاقيا في لحظة مناخية استثنائية”.

وتُجمع هذه المبادرات، رغم طابعها المحلي، على إبراز الحاجة إلى مقاربة وطنية شاملة لإيواء المشردين، تقوم على التنسيق بين السلطات والجماعات الترابية والمجتمع المدني، بما يضمن حماية كرامة الإنسان ويحول دون تحول موجات البرد إلى مآسٍ صامتة في شوارع المدن المغربية.