لماذا وإلى أين ؟

الأرصاد الجوية تحذر: ظواهر خطيرة تجتمع في آن واحد وهذه هي المناطق المهددة (حوار)

تشكل متابعة الظواهر الجوية واتخاذ الإجراءات الاستباقية من المهام الأساسية ضمن جهود المديرية العامة للأرصاد الجوية لضمان سلامة المواطنين وحماية البنيات التحتية .

في هذا الحوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، يقدم الحسين يوعابد رئيس مصلحة التواصل بالمديرية، رؤية عامة حول الوضعية الجوية التي يعرفها المغرب ، وتوقعات استمرار الاضطرابات وارتباطها بالتغيرات المناخية، وآليات الرصد والإنذار المبكر، والرسائل الموجهة للمواطنين لتقليل المخاطر.

  1. كيف تقيم الوضعية الجوية الحالية من حيث حدتها واستثنائيتها مقارنة بالمعدلات الموسمية المعتادة؟

الوضعية الجوية الحالية قوية من حيث الحدة والتأثيرات، لكنها غير استثنائية من الناحية المناخية خلال هذه الفترة من السنة، فشهر دجنبر يعد من الفترات المعروفة تاريخيا بتأثير المنخفضات الأطلسية والمنخفضات العلوية المصحوبة بكتل هوائية باردة.

غير أن ما يميز هذه الحالة هو أنها جاءت بعد فترة من غياب التساقطات المطرية وبعد 6 سنوات متتالية من الجفاف وقلة الأمطار وكذلك تزامن عدة ظواهر خطرة في وقت واحد.

و تشمل هذه الأخيرة تساقطات ثلجية كثيفة جدا، أمطار غزيرة في مدد زمنية قصيرة، ورياح قوية، وهو ما يرفع من مستوى المخاطر، خاصة على مستوى البنيات التحتية والتنقل، ويجعل تأثيراتها أكبر من المعدل الموسمي المعتاد.

  1. هل توجد مؤشرات علمية على استمرار الاضطرابات الجوية خلال الأسابيع المقبلة، وما السيناريوهات المحتملة؟

الوضعية الجوية بالمغرب خلال هذا الأسبوع تتسم بعدم الاستقرار الجوي المستمر نتيجة تأثير منخفض جوي علوي نشط مصحوب بكتلة هوائية باردة في الطبقات العليا، مع أمطار أو زخات أحيانا رعدية فوق السهول الشمالية والوسطى، والريف، والأطلس، وتساقطات ثلجية مهمة فوق مرتفعات الأطلس والريف ابتداء من 1400 متر سوف يستقر الطقس مؤقتا يوم الخميس والجمعة رغم بعض الأمطار بأقصى الشمال وشرق البلاد وتساقطات ثلجية بمرتفعات الأطلس المتوسط وسيكون الطقس بارد فوق المرتفعات، والجنوب الشرقي، والهضاب العليا. ابتداء من السبت، تعود الأجواء بعد الأمطار نتيجة احتمال قدوم منخفض جديد.

وتشير تحاليل المديرية والنماذج العددية متوسطة المدى إلى استمرار نشاط التيار النفاث في وضعية مواتية لعبور اضطرابات أطلسية متتالية كما أن السيناريو الأكثر ترجيحا يتمثل في تعاقب فترات غير مستقرة وأخرى أكثر استقرارا نسبيا، مع بقاء احتمال تشكل منخفضات علوية معزولة، ما قد يؤدي إلى تكرار فترات ممطرة أو ثلجية، خصوصا بالمناطق الجبلية والشمال والوسط. كما تبقى الانخفاضات الحرارية المؤقتة واردة، خاصة في المرتفعات.

  1. إلى أي حد يمكن ربط هذه التساقطات بالتغيرات المناخية، وهل أصبح المغرب أكثر عرضة لمثل هذه الظواهر ؟

من منظور علمي معتمد لدى المديرية العامة للأرصاد الجوية، تحليل السلاسل المناخية الطويلة يظهر أن المغرب يعرف خلال العقود الأخيرة تزايدا في تواتر الظواهر الجوية القصوى حيث تميل التساقطات إلى التركز في فترات قصيرة مقابل فترات جفاف أطول. هذا النمط المناخي يزيد من الهشاشة أمام الفيضانات المفاجئة وتساقطات الثلوج الكثيفة، حتى عندما تكون الكميات الإجمالية قريبة من المعدل السنوي.

و مع ذلك، ليس من السهل نسب هذه الظواهر المناخية المتطرفة الفردية مباشرة إلى التغيرات المناخية، فهناك جهود دولية كبيرة مكرسة لدراسة هذا الموضوع.

كما تشير أحدث تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى أن المغرب يقع ضمن منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي من المناطق التي من المتوقع أن تتزايد فيها الظواهر المناخية المتطرفة مع زيادة غازات الدفيئة، بما في ذلك الأمطار الغزيرة والاستثنائية.

  1. كيف تشتغل أنظمة الرصد والإنذار المبكر في التنبؤ بهذه التساقطات، خصوصا فيما يتعلق بالفيضانات المفاجئة؟

تعتمد المديرية العامة للأرصاد الجوية على منظومة رصد متكاملة ومتعددة المصادر تشمل 44 مركزا إقليميا و 430 محطة رصدية أوتوماتيكية، والرادارات المطرية، وصور الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى النماذج العددية عالية الدقة. هذه الأدوات تسمح بتتبع تطور السحب الرعدية، شدة التساقطات، وسرعة تشكلها.

وبخصوص الفيضانات المفاجئة، يتم التركيز على شدة الهطول في فترات قصيرة وليس فقط الكمية اليومية، ما يتيح إصدار نشرات إنذارية مبكرة بمستويات يقظة مختلفة في إطار الإنذار المبكر.

  1. ما الرسائل الأساسية التي يمكن توجيهها للمواطنين لتقليل المخاطر؟

تدعو المديرية عموم المواطنات والمواطنين إلى اتخاذ الحيطة والحذر بناء على النشرات الإنذارية الرسمية، مع اتخاذ إجراءات استباقية في المناطق المعروفة بهشاشتها. كما تدعو المواطنين إلى تجنب التنقل غير الضروري، وعدم عبور الأودية والطرق المغمورة بالمياه، والابتعاد عن المناطق الجبلية أثناء أو بعد تساقط الثلوج.

وفي ما يخص السواحل، ينصح بتفادي الاقتراب من الشواطئ والمرافئ خلال فترات التحذير. كما تهيب المديرية الصيادين التقليديين وغيرهم تفادي الإبحار خلال هذه الفترة للحفاظ على سلامتهم، مع الاشارة إلى أن الحد من الخسائر يظل رهينا بتكامل الرصد العلمي، والقرار الاستباقي، والوعي المجتمعي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

8 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
مصطفى
المعلق(ة)
24 ديسمبر 2025 08:43

الموقع

ضحى
المعلق(ة)
24 ديسمبر 2025 08:08

شكرا على المعلومات

مصطفى
المعلق(ة)
20 ديسمبر 2025 21:32

نشكر الأرصاد الجوية على رصد وتتبع حالةً الطقس ونرجوا من المسؤولين على الوقاية المدنيّة والمؤسسات الوطنية المسؤولة على السلامة المرورية والسكانية بالإسراع لترميم وتنضيف المجاري الماشية وقنوات الصرف الماءي وابلاغ المواطنين ووضعهم بعيدا عن الكوارت التي يذهب ضحيتها أبرياء

عمر
المعلق(ة)
19 ديسمبر 2025 15:15

ممتاز جدا وجذابة ومثيرة مرحبا 👋

elmostaine radwane
المعلق(ة)
19 ديسمبر 2025 12:02

a3tini indar

Khalidtaras
المعلق(ة)
19 ديسمبر 2025 08:03

لكم الشكر الجزيل

Mohammed BENMANSOUR KENITRA
المعلق(ة)
18 ديسمبر 2025 23:22

المؤمن مصاب،ندعو لكم بالتخفيف عنكم

Hajj
المعلق(ة)
18 ديسمبر 2025 12:43

نشكر كثيرا مديرية الارصاد الجوية المغربية ونتمنى منها المزيد من التوعية والارشاد. ونشكر جريدة أشكان الالكترونية.

بونو
المعلق(ة)
18 ديسمبر 2025 01:10

الناس المتضررين في آسفي ما عندهم لا أكل ولا أغطية والدور آيلة السقوط ولم نر أي تدخل خارجي فقط أهل المدينة يتعاونون بينهم بداكشي اللي قسم الله. والله الحال يبكي والشباب هم الذين يكنسون الأزقة بآلات بدائية البالة والشطابة والبرويطة ناهيك عن الشيوخ والمقعدين. رغم أن آسفي كانت سباقة لفعل الخير أكثر من 34 شاحنة محملة ذهبت لمراكش وآليات ذهبت لإسبانيا ووو . لم تتحرك حتى مدينة واحدة وكأننا في قارة معزولة.
لك الله يا أسفي . والله الكلام كثير والسكات أحسن. ليس من رأى كمن سمع.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

8
0
أضف تعليقكx
()
x