2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
شرعت سلطات مدينة طنجة، عبر الشركة الجهوية للتنمية «طنجة موبيليتي»، في إطلاق عملية تدقيق شاملة لصفقة التدبير المفوض للنقل الحضري بواسطة الحافلات، همّت الفترة الممتدة ما بين يونيو 2021 وأكتوبر 2025، في خطوة تهدف إلى تقييم أداء هذا المرفق الحيوي واستشراف مرحلة ما بعد انتهاء العقد.
ويهم هذا التدقيق وفق الوثائق التي تحصلت عليها “آشكاين” افتحاص طريقة تدبير واستغلال خدمة النقل الحضري، مع فحص مدى احترام المفوض له وهي شركة “ألزا” الإسبانية، لالتزاماته التعاقدية، سواء على مستوى جودة الخدمة أو الاستثمارات المبرمجة أو آليات الحكامة والتنظيم، إضافة إلى تقييم أدوار مختلف المتدخلين، من سلطات مفوضة ومؤسسات عمومية.

كما يشمل الافتحاص الجانب المالي، من خلال مراجعة حسابات الشركة المفوض لها، والتأكد من سلامة المعطيات المحاسباتية وشفافيتها، وفحص التوازن المالي والاقتصادي للعقد، مع التركيز على كيفية تدبير النفقات والإيرادات، وتحليل أي اختلالات محتملة وتأثيرها على السير العام للخدمة.
وفي السياق ذاته، يتضمن التدقيق عملية حصر وتقييم الاستثمارات المنجزة، خاصة ما يتعلق بالحافلات والمعدات والبنيات المرتبطة بالنقل الحضري، مع مقارنة الالتزامات التعاقدية بما تم إنجازه فعلياً، ورصد الفوارق المسجلة، سواء خلال فترة تجميد التعريفة أو على امتداد عمر العقد.

ولا يقتصر الافتحاص على الجوانب المالية والتقنية فقط، بل يمتد إلى دراسة منظومة الفوترة والتعريفة وعدد الركاب، من خلال التحقق من دقة المعطيات المعتمدة، وملاءمة الأسعار المعمول بها مع كلفة الخدمة، ومدى احترام المقتضيات الواردة في عقد التدبير المفوض.
كما يحضر عنصر الموارد البشرية ضمن محاور التدقيق، عبر فحص طرق تدبير الأجور والحوافز، واحترام التشريعات الاجتماعية، وآليات مراقبة السائقين وضمان السلامة الطرقية، وتأثير السياسة المعتمدة في هذا المجال على جودة الخدمة واستقرارها.

وتحدر الاشارة إلى أن الافتحاص يأتي في الوقت الذي انتهت فيه صفقة الشركة المذكورة، واستقدام سلطات المدينة لأسطول جديد عن طريق الشركة الجهوية “طنجة موبيليتي”، والذي فازت بصفقة تشييره شركة “إيصال المدينة” المتكونة من شركة ساتيام (51%) وشركة طرانسديف (49%).
ويترقب الرأي العام المحلي ومعه ساكنة طنجة نتائج هذا التدقيق، خاصة وأن فترة تسيير الشركة للقطاع كانت كارثية حسب متابعين للشأن المحلي، عرفت احترق حافلات بسبب تهالكها أكثر من مرة، مهددة سلامة المواطنين وأرواحهم.

