2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أي موقع للمغرب في العقيدة الدبلوماسية الجديدة لموريتانيا؟.. خبير يجيب
في سياق إقليمي ودولي متقلب، تتجه موريتانيا نحو بلورة “عقيدة دبلوماسية جديدة” تعكس تحولات محيطها الاستراتيجي وتحدياتها الأمنية، في خطوة تهدف إلى توحيد الرؤية وضبط توجهات السياسة الخارجية على أسس أكثر اتساقا ووضوحا.
وفي هذا الإطار، دعا وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، محمد سالم ولد مرزوك، الدبلوماسيين الموريتانيين، سواء بالإدارة المركزية أو في البعثات بالخارج، إلى المساهمة في إعداد هذه العقيدة الدبلوماسية التي وصفها بـ”المرجعية” و”الهامة”.
وطالب الوزير، في تعميم وجهه إلى رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية بتقديم مقترحات من شأنها الإسهام في إغناء الوثيقة.
وشدد ولد مرزوك على أنه سيتابع “باهتمام كبير مستوى التجاوب معه، ومستوى المساهمات التي ستثري هذا الجهد الوطني الكبير”، مؤكدا أن هذه الخطوة تندرج في إطار إشراك كفاءات القطاع في تطوير السياسة الخارجية للبلاد.
وأوضح الوزير أن “العقيدة الدبلوماسية” المرتقبة يراد لها أن “تشكل الإطار الناظم الذي تجمل فيه موريتانيا رؤيتها ومصالحها، وتستند إليه في ضمان انتظام توجهها واتساق سلوكها على الساحة الدولية”.
وفي قراءة تحليلية لهذا التوجه، قال مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، عبد الفتاح الفاتيحي، إن “موريتانيا أجرت تقييما شاملا لعقيدة سياستها الخارجية بناء على مجموعة من المتغيرات الدولية والإقليمية، ولا سيما ما يتعلق بالواقع السياسي في دول الساحل والصحراء، وكذا التحديات الأمنية والعسكرية في ذات المنطقة”.

وأضاف الفاتيحي، ضمن تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أن “موريتانيا ستجسد مبادئ سياستها الخارجية على المتغيرات في جوارها الشمالي”.
وأكد الفاتيحي أن هذا التوجه يأتي “بعد القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي أكد أن مقاربة الحكم الذاتي يبقى حلا أساسيا للنزاع المفتعل حول الصحراء”.
واستطرد الفاتيحي موضحا أن “السياسة الخارجية لموريتانيا ستغدو أكثر براغماتية وواقعية، بعيدا عن الدوغمائية الجزائرية، وستكون أكثر تفاعلا مع المشاريع الجيوسياسية للمملكة المغربية على غرار انخراطها في أنبوب الغاز الأطلسي والمبادرة الأطلسية، واستراتيجية تعزيز التعاون جنوب–جنوب”.
وزاد الخبير في الشأن الإفريقي أن “موريتانيا ستولي اهتمامها للتعاون مع المغرب لمساعدة دول الساحل الإفريقي على التعافي السياسي والاقتصادي في أفق تحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الجريمة المنظمة والجماعات المتطرفة”.
وتوقع الفاتيحي أن “تؤسس السياسة الخارجية لموريتانيا علاقات تعاون استثنائية مع المملكة المغربية لقيادة تأثيرات فعالة مع دول غرب إفريقيا وإعادة بناء الاتحاد المغاربي على أسس جديدة”.
ويأتي هذا التعميم الوزاري بعد أسابيع من تداول معطيات حول تعاقد وزارة الخارجية الموريتانية مع خبير فرنسي للمساهمة في إنجاز مشروع العقيدة الدبلوماسية.