هل يشق استبعاد ‘النهج’ صفوف الـ CDT؟.. براجع وفيراشين يردان

أثار غياب أطر ونقابيي حزب النهج الديمقراطي العمالي عن القيادة الجديدة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل نقاشا في الأوساط النقابية، عقب استكمال المركزية انتخاب هياكلها الوطنية خلال المجلس الوطني المنعقد مساء الأحد 14 دجنبر 2025 بالدار البيضاء.

وأسفر هذا الاجتماع عن انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي واختيار العلمي لهوير كاتبا عاما، في أول دورة للمجلس الوطني بعد المؤتمر الوطني السابع. وسجل هذا الحدث سابقة في تاريخ الكونفدرالية، حيث خلت القيادة المنتخبة لأول مرة من أي تمثيلية حزب النهج الديمقراطي العمالي، الذي لطالما كان حاضرا في المكاتب التنفيذية السابقة.

جريدة آشكاين استقت رأي قيادات وطنية من حزب النهج الديمقراطي العمالي وقيادات من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل حول خلفيات غياب تمثيلية الحزب داخل القيادة الجديدة، وحول موقع النهج داخل النقابة وخارجها.

غياب لا يوقف النضال 

جمال براجع، الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي، قال “إن قيادات حزبه غير متواجدة في المكتب التنفيذي الجديد لكنها توجد في المجلس الوطني للكدش ونقاباتها القطاعية واتحاداتها المحلية وفروعها”.

وأكد براجع في تصريح لجريدة “آشكاين” أن أعضاء النهج “يقومون بأدوار هامة في النضال النقابي الكونفدرالي انطلاقا من قناعة حزب الراسخة بأهمية ودور النضال النقابي كواجهة من واجهات الصراع الطبقي وتصوره الجدلي للنضال النقابي”.

ونفى القيادي اليساري “وجود أي خلاف أو إستبعاد مشددا على أن عدم وجودهم في المكتب التنفيذي لن يؤثر على عطاءات ونضالية السيديتي، بل على العكس من ذلك سيواصلون النضال بروح نضالية وحدوية عالية”، مشددا على أن “ما يهم في الدرجة الأولى هو خدمة الطبقة العاملة”.

وأورد المتحدث أنه “يتمنى أن يعطي المؤتمر الأخير دفعة جديدة للنضال النقابي الديمقراطي الوحدوي الجاد المرتبط عضويا بمصالح و هموم الطبقة العاملة وعموم الشغيلة في مواجهة المخططات الطبقية البرجوازية والهجوم الرأسمالي الذي يستهدف القضاء على ما تبقى من مكتسبات الطبقة العاملة وعموم الشعب المغربي”.

لا محاصصة حزبية في الكونفدرالية

من جهته أكد يونس فيراشين، عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن “التمثيلية داخل أجهزة الكونفدرالية لا تخضع لأي مقاربة حزبية أو لمحاصصة سياسية، بل تعتمد على الكفاءة والحضور الميداني للمناضلين النقابيين”.

وأوضح فيراشين في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية أن “جميع الأعضاء الذين تم انتخابهم في المكتب التنفيذي تم اختيارهم بناء على حضورهم الميداني الفعلي، سواء على المستوى المحلي أو القطاعي”.

وأشار القيادي النقابي إلى أن “المؤتمر الوطني والمجلس الوطني المنعقد لاختيار المكتب التنفيذي حققا نجاحا كبيرا، وحظيا بإجماع شبه تام على الكاتب العام وعلى بقية أعضاء المكتب التنفيذي”.

وشدد المتحدث على أن “غياب أطر وقيادات حزب النهج الديمقراطي العمالي، لم يكن مرتبطا بأي خلفية سياسية أو استبعاد”، مؤكدًا أن هذا النقاش لم يطرح مطلقا داخل الكونفدرالية.”

كما أورد أن “الانتماءات الحزبية لم تُستحضر في عملية الانتخاب”. كاشفا أن “هناك أعضاء بالمكتب التنفيذي لا ينتمون لأي حزب على الإطلاق، وآخرون لديهم انتماء حزبي، لكن ذلك لم يكن معيارًا للاختيار أو للتأثير على سير العمل النقابي”.

وأكد النقابي أن “الأمر مسألة طبيعية جدا، وأن غياب بعض الأطر لا يؤثر على سير عمل الكونفدرالية، لأنهم يستمرون في العمل من داخل النقابات الوطنية والاتحادات المحلية، بل إن بعضهم يشغل مسؤوليات على المستوى الوطني”.

وبحسب فيراشين فإن نقاش حول المحاصصة الحزبية لم يكن مطروحا أصلا”. موضحا أن التمثيلية داخل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تظل قائمة على الكفاءة والخبرة والتجربة الميدانية والنقابية”.

حري بالإشارة والذكر أن غياب أطر حزب النهج الديمقراطي العمالي عن القيادة الجديدة للكونفدرالية اختلف بين المتابعين اعتبرها متتبعون للشأن السياسي غير مسبوقة بالنظر “للإرث والتراكم” الذي راكمته قيادات النهج داخل “الكدش”.

ففي الوقت الذي اعتبر فيه ممتعبون هذا الغياب انعكاسا للخلافات السياسية والتنظيمية بين حزبي النهج الديمقراطي العمالي وفيدرالية اليسار الديمقراطي، ربطه آخرون بـ “تداعيات التوترات التي شهدها قطاع التعليم خلال الحراك التعليمي لسنة 2023”.