2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
شهد المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية-الإفريقية بالقاهرة، الذي انطلق يوم الجمعة ويستمر إلى غاية السبت 20 دجنبر، غياب جبهة البوليساريو، في رسالة واضحة عن موقف روسيا الذي يقتصر على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المعترف بها دوليا، ويؤكد التزام موسكو بشراكات مستقرة مع القارة الإفريقية.
وحضر أشغال المؤتمر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وممثلو نحو 50 دولة إفريقية، إضافة إلى وفود من منظمات قارية ودولية، بهدف تعزيز التعاون الروسي-الإفريقي في مجالات الاستثمار والطاقة والبنية التحتية والتبادل التجاري، فضلا عن مناقشة ملفات السلم والأمن، استناداً إلى مخرجات الدورة الأولى التي انعقدت بسوتشي في نونبر 2024.
الغياب الملاحظ للبوليساريو يعكس كذلك متانة العلاقة بين روسيا والمغرب كشريك استراتيجي ضمن الشراكة الروسية-الإفريقية، ويعزز توجه موسكو نحو شراكات اقتصادية وسياسية مستقرة بعيداً عن أي مناكفات سياسية قد تعيق التعاون.
في هذا الصدد، قال خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن “موقف روسيا من قضية الصحراء المغربية يظهر بوضوح من خلال تصرفاتها العملية أكثر من التصويتات الرسمية في مجلس الأمن”.
وأشار الشيات في تصريح لجريدة “آشكاين” إلى أن “التصويت الأخير خلال الاجتماع السابع والعشرين فُسر بشكل مختلف، إذ لم يكن الموقف الروسي مرتبطا بالقرار نفسه، بل بعدم رضاها عن طريقة إدارة الملف، أي عن حامل القلم، الولايات المتحدة الأمريكية، وليس عن جوهر القرار المتعلق بالمغرب والصحراء”.
وأوضح أن “إصرار روسيا على عدم حضور جبهة البوليساريو في الاجتماعات واللقاءات المتعلقة بالشراكة الروسية-الإفريقية، وعلى الالتزام بالجوانب الشكلية في مشاركة الدول الإفريقية، يمثل موقفا واضحا وقويا من قضية الصحراء المغربية”.
كما أن هذا الموقف حسب المتحدث “يقطع الطريق على أي تأويلات مغلوطة حول الموقف الروسي. وأضاف أن هذه الاستراتيجية تعكس بجلاء الموقف الروسي في كل اللقاءات ذات الصلة بالتعاون الإفريقي الروسي”.
وأكد الخبير أن “قراءة هذا الموقف يجب أن تأخذ في الاعتبار الاستراتيجية الروسية في إفريقيا، حيث تعتبر المغرب شريكا أساسيا في هذه الاستراتيجية، سواء على المستوى السياسي أو التجاري.
ووفق الباحث “هذا ما يتيح لروسيا الدفاع عن مصالحها مع القوى الكبرى في القارة، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين، وتعزز التعاون الاقتصادي والتجاري مع المغرب”.
كما أضاف أن المُصرح أن “هذا الموقف يرفع من مكانة المغرب ويجعله يحظى بالأولوية بالنسبة لروسيا في إفريقيا على المدى المتوسط والبعيد”.
وأشار الشيات إلى أن “روسيا تتعامل مع إفريقيا برؤية استراتيجية بعيدة عن المناورات الديماغوجية التي تتبناها بعض الدول، وعلى رأسها الجزائر، التي تحاول استغلال القضية الصحراوية لأهداف سياسية داخلية”.
كما أفاد أن “روسيا تعتبر هذه المسألة منتهية عمليا ولا ترى أي أطماع مستقبلية للبوليزاريو على مستوى مجلس الأمن، كما تبتعد عن أي مقايضات سياسية قد تحول إفريقيا إلى ملعب للمناورات الداخلية لدول معينة”.
كما نبه الشيات إلى “إن القوى الدولية الكبرى ترى إفريقيا بوصفها قارة لها مقومات اقتصادية واستراتيجية ضخمة، من الطاقة إلى الشباب والموارد الطبيعية، وأن الاستثمار فيها ينبغي أن يركز على التنمية والتقدم، لا على المزايدات السياسية”، مؤكدا أن “المغرب يحتل موقعاً محورياً ضمن هذه الرؤية الروسية الاستراتيجية للقارة”.
على اروبا ودول الغرب عموما ان تاخد الدرس من الموقف الشجاع لروسيا موقف واضح وحاسم من حظور البوليزاريو، وان لا يلعبو على الحبال ويطلقو تصريحات رمادية لا هي مع البوليزاريو ولا هي ضده.