لماذا وإلى أين ؟

اعتقال مغربي بمطار إسباني تخلى عن ابنه القاصر

شهد مطار غران كناريا، بحر الأسبوع المنقضي، واقعة مثيرة بعدما أوقفت الشرطة الإسبانية مواطنًا مغربيًا كان يستعد للصعود إلى طائرة متجهة نحو مدينة مراكش، وذلك على خلفية تخليه عن ابنه البالغ من العمر عشر سنوات بمدينة تيلدي، في حادث أعاد إلى الواجهة إشكالية استغلال القاصرين والهجرة غير النظامية بأساليب جديدة.

وحسب المعطيات المتوفرة، فإن المعني بالأمر كان قد وصل إلى الجزيرة رفقة ابنه قبل أيام، ونجح في عبور المراقبة الحدودية بشكل عادي، قبل أن يقدم على ترك الطفل وحيدًا فوق التراب الإسباني، في خطوة وُصفت بالخطيرة وتندرج ضمن أشكال الإهمال الجنائي. كاميرات المراقبة رصدت تحركات الأب والطفل داخل المطار، إلى جانب شخص ثالث يشتبه في كونه سهّل العملية.

وبعد مرور أربعٍ وعشرين ساعة، عُثر على الطفل بمقر الصليب الأحمر بمدينة تيلدي، حيث أفاد بأن والده أخذ وثائقه وطلب منه البقاء في المكان. وأكدت التحقيقات الأولية أن الأمر يتعلق بمحاولة متعمدة للتخلي عن القاصر وتركه تحت مسؤولية السلطات الإسبانية، في ما يشبه أسلوبًا جديدًا من تهجير البشر.

الواقعة أعادت إلى الواجهة تنامي ظاهرة التخلي عن القاصرين عبر الرحلات الجوية النظامية نحو جزر الكناري، حيث بات هؤلاء الأطفال يشكلون ضغطًا متزايدًا على مراكز الإيواء والخدمات الاجتماعية، في ظل محدودية الإمكانيات وتزايد أعداد القاصرين غير المرفوقين.

وبعد توقيف الأب لحظات قبل إقلاع الطائرة، قررت السلطات القضائية إيداعه السجن الاحتياطي دون كفالة، بالنظر إلى خطورة الأفعال المنسوبة إليه واحتمال فراره. في المقابل، وُضع الطفل تحت رعاية النيابة المختصة في انتظار البت في وضعه القانوني، في قضية أعادت تسليط الضوء على هشاشة المنظومة الإنسانية والأمنية أمام هذا النوع من السلوكيات الخطيرة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
25 ديسمبر 2025 19:51

سبحان الله، وصل الياس وانسداد الافاق عند بعض الظمائر الميتة والسواعد المشلولة الى حد البحت عن طرق سهلة للتخلص من فلدات اكبادهم في المطارات والطرقات لعل احدا ينقد مستقبل أبنائهم من الضياع، وما الفرق بين هذا السلوك ومن يبيع ابناءه لاسر ترية للنجات بجلده من الفقر والضياع ويقوم بذلك بكل وقاحة على حساب أطفال ضعاف لم يختارو الجيئ الى هذا العالم بمحظ إرادتهم.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x