2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بعد 12 سنة.. معلومات استخباراتية مغربية تفك شفرات ”سرقة القرن” ببلجيكا
بعد مرور أزيد من 12 سنةعلى واحدة من أجرأ عمليات السطو في التاريخ المعاصر، لا تزال “سرقة القرن” التي استهدفت مطار “زافينتيم” ببروكسل سنة 2013 تثير الكثير من التساؤلات، خاصة بعد الكشف عن الدور المحوري الذي لعبته الأجهزة الأمنية المغربية في فك بعض شفرات هذه القضية.
وأفادت قناة ”RTL” بأن العملية التي نفذتها فرقة كوماندوز بزي رجال شرطة في غضون أربع دقائق فقط، لم تسفر عن سرقة ماس وذهب فحسب، بل كشفت عن تضارب في تقدير قيمة الغنيمة.
وتعود الوقائع إلى مساء 18 فبراير 2013، عندما حاصر ثمانية رجال مدججين بالسلاح ويرتدون زي رجال الشرطة طائرة تابعة لشركة “هيلفيتيك إيرويز” أثناء شحن 121 حقيبة من الألماس والذهب.
وبحسب إفادات المحامين، فقد استعمل الجناة تقنيات ليزر متطورة لإرهاب الطاقم دون إطلاق رصاصة واحدة، قبل أن يختفوا في عتمة الليل مخلفين وراءهم سيارة محترقة للتمويه، في عملية وُصفت بالاحترافية العالية والدقة المتناهية.
وأثار تقدير قيمة الغنائم حينها جدلا واسعا؛ فبينما استقر الرقم الرسمي لشركات التأمين في بلجيكا عند 38 مليون يورو، فجرت تقارير استخباراتية مغربية مفاجأة بالإشارة إلى أن القيمة الحقيقية قد تتجاوز 300 مليون يورو (أكثر من 3 مليارات درهم)، مما فتح الباب أمام فرضيات حول وجود شحنات غير مصرح بها.
وقد برز “الخيط المغربي” كأهم تطور في مسار التحقيقات المتعثرة، حيث مكن التعاون الأمني الوثيق بين الرباط وبروكسل من تحديد الهوية الكاملة للمشتبه به الرئيسي، الفرنسي مارك بيرتولدي، الذي كان يدير أنشطته من داخل المغرب.
وبفضل المعلومات الدقيقة التي قدمتها السلطات المغربية، تمكن المحققون من تتبع مسار بعض الأحجار الكريمة المهربة إلى سويسرا، وهو ما اعتبر الاختراق الوحيد في ملف القضية التي عجز القضاء البلجيكي عن حسمها لسنوات بسبب نقص الأدلة المادية القاطعة ضد المنفذين الميدانيين.
وعلى الرغم من النجاح في توقيف بيرتولدي وإدانته بتهمة “تلقي المسروقات”، إلا أن المحاكمات المتعاقبة في بلجيكا انتهت بتبرئة باقي المتهمين بالسطو المباشر، لتظل هوية “الرؤوس المدبرة” والمنفذين لغزا محيرا حتى اليوم.
وتستمر التكهنات حول مصير الماسات المختفية، التي يعتقد أنها خضعت لعمليات إعادة صقل وتشكيل لإخفاء معالمها الأصلية.