2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
“الكروصة” ليست هي المقصودة بالبديل الاقتصادي لجرادة

بعد ما يقارب سنة من الاحتجاجات التي اندلعت بجرادة بعد وفاة شابين في أبار الفحم الموجودة بالإقليم، وبعد أن الطالب الشباب الذي خرج في الحراك ببديل اقتصادي يبعدهم عن ويلات الابار التي تقاع على بعد عشرات الامطار تحت الأرض، قام عامل إقليم جرادة الأسبوع الماضي بتوزيع عربات لفائدة الباعة الجائلين وتجهيزات رياضية لفائدة بعض الجمعيات بالإقليم مقتناه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
إن المقاربة التي تعاملت بها السلطات الأمنية مع الحراك في البداية والتي كرستها من خلال هذه المبادرة التي تعبر عن الرؤية التقزيمية للمطالب التي رفعها شباب الحراك، فالبديل الاقتصادي الذي طالب به الشباب يتطلب رؤية عامة وشاملة للنهوض بأوضاع الإقليم ككل وليس عن طريق حل مشكل لفئة معينة.
كما أن هذا التعامل ينم عن عدم تسليط السلطات الضوء على المشكل الحقيقي المتمثل في البطالة، والتي كانت السبب الرئيسي الذي دفع بالشباب الى توجه نحو أبار الموت من اجل الحصول على القليل من الفحم الذي كانت تستغله مجموعة من العصابات، حيث تقدم الفتات للشباب لتستفرد هي بالنصيب الأكبر بعد بيع الفحم لجهات غير معلومة.
إن ما ينتظره الشباب في جرادة هو الافراج عن المعتقلين الذين لازالوا يقبعون في السجون بتهم وأحكان ثقيلة، تم التعويض عن الضرر الذي لحق بالمنطقة منذ عقود من التهميش والاقصاء.
هذا التعويض الذي يجب أن يكون عن طريق فتح استثمارات جديدة قادرة على توفير الشغل للشباب وتنقدهم من شبح البطالة والفقر اللذان خيما على المنطقة، كما تنتظر الساكنة فتح أوراش جديدة تعيد المنطقة الى توهجها من خلال فتح منتجعات سياحية… بعيدا عن إكرام شباب “بكرارص” لبيع الخضر والفواكه والسندويتشات.