2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
طلبة أكادير يستنكرون “الحكرة” (وثائق)
آشكاين من أكادير/محمد دنيا
بعد الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس أول أمس الجمعة، أمام أعضاء مجلسي البرلمان، بمناسبة إفتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية العاشرة، والذي أكد فيه العاهل المغربي على التوجيهات الهامة بخصوص قضايا التشغيل، والتعليم والتكوين المهني، التي تهدف للنهوض بأوضاع المواطنين، وخاصة الشباب، وتمكينهم من المساهمة في خدمة الوطن، إنتفض عدد من طلبة جماعة أورير بشمال أكادير حول ما اعتبروه “تهميشا ممنهجا من طرف المسؤولين وشركة النقل الحضري “ألزا”.
وفي هذا الإطار، إستنكر عدد من طلبة جماعة أورير ومنطقة أسرسيف بشمال أكادير في تواصلهم مع “آشكاين”، ما أسموه “الحكرة” والتهميش الممنهج من خلال الإقصاء من الإستفادة من حافلات النقل الحضري بمدينة أكادير، وتقاعس منتخبي جماعة أورير عن القيام بواجبهم الأخلاقي من خلال الترافع على الساكنة المحرومة من النقل بمنطقة أسرسيف بشمال أكادير، التي بوأتهم المناصب السياسية وحملتهم وزر المسؤولية”.
معاناة النقل تسفر عن الهدر المدرسي
“معاناة يومية يعيشها طلبة منطقة أسرسيف وجماعة أورير عموما، تتسبب في الهدر المدرسي والإنقطاع على مواصلة المسار الجامعي”، يقول الطالب الجامعي سفيان بولحياوي؛ في حديثه لـ”آشكاين”، مؤكدا على “صعوبة الصبر على معاناة يومية في الصباح والمساء مع غياب وسائل النقل من وإلى الجامعة، وهذا ما حدث معي شخصيا حيث كنت على وشك الإنقطاع”، مبرزا أن “إشكال النقل بمنطقة أورير هو من أثر سلبا على المردود الدراسي للتلاميذ”.
وأوضح بولحياوي، “نستفيق مع الساعة الخامسة صباحا لنمشي ما يزيد عن خمسة كيلومترات على الأقدام، بغية الإلتحاق بموقف الحافلات بمركز أورير”، مُضيفاً “وهناك تبدأ معاناة من نوع آخر، حيث تمر الحافلات تباعاً دون توقف نظرا للإكتظاظ المهول وقلة أسطول الحافلات، وحينما تتوقف واحدة من أصل خمس حافلات، نفرح لصعود عالم الإزدحام المفرط، حيث تلتصق الأجساد ببعضها أملا في حضور محاضرة علمية بجامعة إبن زهر”.
الطالبات وآلام من نوع آخر
“البنات مساكن الله إحسن عوانهم كيعانيو بزاف”، يستطرد الطالب الجامعي، مُبرزاً أن “المعاناة تزداد في صفوف الطالبات أكثر، حيث أن الفترة الصباحية تحتاج الطالبة يوميا إلى مرافق يحميها من قطاع الطرق أو من عضات الكلاب الضالة”، أما في الفترة المسائية يضيف بولحياوي؛ فإن “معاناة الطالبات تزداد، بحيث ينتعش ممتهني السرقة في الإزدحام في حافلات العودة، والتي لا تجد فيها الطالبات مكانا للجلوس في ظل نقص القوة البدنية لدى الفتيات، فالكراسي للأقوى في حافلاتنا المهترئة”.
ويخلص المتحدث، أن “الوضع الذي يعيشه طلبة جماعة أورير ومنطقة أسرسيف، خصوصا منهم الطالبات، لا يشجع على التحصيل العلمي ومواصلة المشوار الدراسي، خصوصا أن الفتيات يتعرضن يوميا إلى التحرش والعنف بشتى أنواعه، وأصبح الخوف من “البشر” أكبر من خوف آخر مهما يكن”، داعيا كل الأطراف من طلبة ومسؤولين ومجتمع مدني إلى تحمل مسؤولياتهم بخصوص هذا الملف، عوض “إنتظار فرج قد لا يأتي أمام تحطم أجيال من الشباب”، على حد تعبير المتحدث.
جمعيات أعياها “تعنت” شركة “ألزا”
من جهته، قال رئيس فيدرالية الجنوب لجمعيات حماية المستهلكين بالمغرب جامع فرضي، إن “فعاليات المجتمع المدني بجماعة أورير قامت بعدد من المبادرة في سبيل حلحلة هذا الملف، ولعدم إقصاء منطقة أسرسيف بشمال أكادير من الإستفادة من خدمات النقل الحضري، وأول هذه المبادرات كانت في شهر مارس سنة 2013″، مضيفا في تصريحه لـ”آشكاين”، “قمنا كفاعليين جمعويين بعقد لقاء مع شركة “ألزا” التي فُوِّض لها قطاع النقل الحضري بأكادير، واتفقنا على مجموعة من النقط المتعلقة بالنقل بشمال أكادير من بينها تزويد منطقة أسرسيف بالحافلات، لكن الشركة أخلت بالإتفاق، ولم تقم بواجبها”.
وأكد فرضي، أن “جمعيات المجتمع المدني قامت سنة 2014 بتذكير الشركة حول إشكال النقل بشمال أكادير، لترد شركة “ألزا” الإسبانية أن جماعتي أورير وتغازوت لا تشملهما إتفاقية النقل الحضري التي تدبره الشركة تحت إشراف لجنة يترأسها والي الجهة”، وأبرز المتحدث أن “الطلبة من جهتهم قاموا باحتجاجات عدة بغية إيجاد حل لهذه المعضلة، كان أبرزها توقيف كل الحافلات العائدة من شمال أكادير، قبل أن يتدخل البعض من المنتخبين وإخافة الطلبة وإقناعهم بالعدول عن الإحتجاج”.
وخلص رئيس فيدرالية الجنوب لجمعيات حماية المستهلكين بالمغرب، قائلا “أنا ضد تعنت شركة “ألزا”، وضد إحتقار ساكنة جماعة أورير وبالخصوص منطقة أسرسيف، لأن كرامة الإنسان فوق كل إعتبار آخر”، مضيفا أن “منطقة أورير مهمشة ومقصية من أبسط حقوقها، ومن بينها إقصاء ساكنة هذه الرقعة الجغرافية من منحة الدراسة لتلاميذ الثانوي الإعدادي، إضافة إلى إنعدام وسائل النقل، وهذا ما سيؤدي إلى الهدر المدرسي والإنقطاع عن الدراسة”، على حد تعبير المتحدث.

في هذه الحالة يجب تفعيل حق الملتمسات و العرائض إلى المجلسين الجهوي و الإقليمي لسحب البساط من تحت شركة ألزا المفوض لها بعد امتناعها من الوفاء بالتزاماتها لتوفير العدد الكافي من الحافلات لنقل الطلبة و التلاميذ